نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 633
قدامة؟ فقالوا: لا نرى أن تجلده ما دام وجعا. فقال عمر: لأن يلقى اللّه تحت السياط أحب إليّ من أن ألقاه و هو في عنقي، ائتوني بسوط تام. فأمر به فجلد [1].
هذه قصة قدامة و إقامة الحد عليه و تأويله فيما ارتكبه و لم نوردها لنحط من كرامته أو نطعن عليه في دينه، فله شرف الهجرة و السبق، و لكنا ذكرناها ليتضح لنا عدم صحة ما يقولون بعدم مؤاخذة المتأول و إن خالف الإجماع و ما هو معلوم بالضرورة كقضية أبي الغادية و قتله لعمار بن ياسر مع اعترافه بأن ما ارتكبه جريمة توجب دخول النار.
و هناك جماعة من الصحابة تأولوا فأخطئوا فلم يدرأ تأويلهم الحد لوقوعهم في الخطأ. منهم: أبو جندل و ضرار بن الخطاب و أبو الأزور فقد وجدهم أبو عبيدة قد شربوا الخمر فأنكر عليهم فقال أبو جندل: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ...
الآية و لم ينفعهم ذلك و أقام عليهم الحد. فأين العدالة من إقامة الحد.
و كان عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب قد شرب الخمر بمصر فأقام الحد عليه عمرو بن العاص إلى كثير من ذلك.
سياسة عمر تجاه بعض الصحابة:
و هذا عمر بن الخطاب لم يثبت العدالة لأبي هريرة عند ما استعمله على البحرين فقدم بعشرة آلاف فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدو اللّه و عدو كتابه، فقال أبو هريرة: لست بعدو اللّه و لا عدو كتابه و لكن عدو من عاداهما. فقال عمر: من أين هي لك؟ قال: خيل نتجت، و غلة و رقيق لي و أعطية تتابعت [2].
و في لفظ ابن عبد ربه أن عمر دعا أبا هريرة فقال له: علمت أني استعملتك على البحرين و أنت بلا نعلين، ثم بلغني أنك ابتعت أفراسا بألف دينار و ستمائة دينار. قال:
كانت لنا أفراس تناتجت و عطايا تلاحقت، قال عمر: قد حسبت لك رزقك و مؤونتك و هذا فضل فأده، قال أبو هريرة: ليس لك ذلك. قال: بلى و اللّه أوجع ظهرك، ثم قام إليه بالدرة فضربه حتى أدماه، ثم قال: ائت بها. قال: احتسبتها عند اللّه. قال: ذلك