responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 611

قال الخطيب البغدادي: إنما أمر المتوكل بضربه لأنه ظنه رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه‌ [1].

و من هذا نعرف عظيم الخطر الذي تلاقيه الشيعة أو الروافض، كما يقولون، فقد أصبح في عرف أهل ذلك العصر أن من روى منقبة لعلي و أهل بيته يعد رافضيا، و كم اتهم بذلك من العلماء فأصبحوا عرضة للبلاء، و محلا للنقمة، و ما أكثر الشواهد على تأثر المجتمع بتلك النزعة السياسية، فلا نستغرب تلك الأقوال التي كان يتخذها أصحابها ضد أهل البيت و شيعتهم وسيلة للنجاة و طريقا لاستمالة قلوب ولاة الأمر إرضاء لهم، و إن غضب اللّه عليهم بما يفترون.

خلاصة البحث في مسألة التفضيل:

هذا ما تعلق الغرض ببيانه حول مسألة التفضيل. بعد أن وقفنا على رأي مالك بن أنس و انفراده برأي يبعث على الاستغراب، فلا حاجة لنا في الاستمرار برده و مناقشته بعد معرفة الأسباب التي دعت لذلك‌ [2]، و إلا كيف يتساوى عليّ مع سائر الناس؟ بعد اختصاصه بمزيد فضل و علو منزلة لا يدانيه أحد. فقد رباه النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في حجره و نشأ في ظلمه، و تغذى تعاليمه منه، و نمت مواهبه في تربيته، فتأدب بآدابه، و تخلق بأخلاقه، و اهتدى بهداه، و لازمه طول حياته، و سبق إلى تصديقه في الرسالة قبل كل أحد، و لبى دعوته في مؤازرته يوم نزلت: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ‌ [الشعراء:

214] و فداه بنفسه يوم أزمع كفار قريش على قتله و أمره اللّه بالهجرة [3] و اختص النبي بمؤاخاته من بين أصحابه يوم آخى بينهم، فأخذ بيد علي و قال: هذا أخي‌ [4] و ذلك على سبيل المشاكلة و المجانسة. و علي نفس محمد بنص القرآن الكريم، و هو منه بمنزلة رأسه من بدنه. و هو أعلم الأمة و أقضاهم و أقربهم و أشدهم جهادا.

قال أبان بن عياش: سألت الحسن البصري عن علي (عليه السلام) فقال ما أقول فيه؟

كانت له السابقة و الفضل و العمل، و الحكمة و الفقه، و الرأي و الصحبة و النجدة و البلاء


[1] تاريخ بغداد ج 13 ص 287.

[2] سنلتقي في الجزء الثامن مع مالك في تكملة البحث عن رؤساء المذاهب.

[3] سيرة ابن هشام ج 2 ص 95.

[4] كنز العمال و الرياض النضرة و تذكرة الخواص و غيرها.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 611
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست