responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 585

عود على بدء:

ذكرنا سبق أهل البيت (عليهم السلام) إلى تدوين العلم، و اهتمام الشيعة في حفظ آثارهم، و الانتهال من عذب غديرهم، إذ وجدوا سندا قويا و مرعى خصيبا تتصل سلسلة أحاديثهم بصاحب الرسالة، و هي السلسلة المعروفة بالذهبية، أو هي الترياق المجرب، فكان الإمام الصادق (عليه السلام) عند ما يحدث بإسناده، يقول: حدثني أبي محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم). و هناك تتصل هذه السلسلة بالوحي الإلهي، و كذا كل واحد من الأئمة (عليهم السلام).

و كان الإمام الصادق (عليه السلام) إذا أرسل حديثه، فهو اتصال بهذه السلسلة، لأنه كان يقول: حديثي حديث أبي، و حديث أبي حديث جدي، و حديث جدي حديث أبيه، و حديث أبيه حديث أمير المؤمنين (عليه السلام)، و حديث أمير المؤمنين حديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)[1].

و في هذا يقول الشاعر:

و وال أناسا ذكرهم و حديثهم* * * روى جدنا عن جبرئيل عن الباري‌

و لكن بمزيد الأسف أن البخاري قد تحرج و تضايق من تخريج حديث الإمام الصادق (عليه السلام)، و توسع و تساهل لقبول رواية عمران بن حطان و داود بن الحصين، و أضرابهم من الفسقة الذين عرفوا بالعداء للّه و لرسوله و كذلك خرج لرجال دخلوا في الإسلام للدس و التضليل، و لم يخرج حديث الإمام الصادق (عليه السلام)، لأن ظروفه اقتضت ذلك و نزعته ضربت بسلطانها عليه.

و قد عظم على خصوم الشيعة اختصاصهم بذلك التراث العظيم. و لم يستطع أحد أن يطعن في حديث أهل البيت (عليهم السلام) فالتجئوا إلى الطعن على حملة آثارهم و رواة حديثهم، كما لا ينكر تدخل عملاء السلطة و الدخلاء في الإسلام أن يدخلوا على أهل البيت (عليهم السلام) مما لم يحدثوا به و يتقولوا عليهم ما لم يقولوه، يقصدون بذلك تنفير الناس و اشمئزاز النفوس من تلك الروايات المدسوسة، لذلك كانت الشيعة


[1] الروضة للحافظ أبي علي النيسابوري، و روى في ص 175 عن الإمام الباقر (عليه السلام) كذلك عند ما سئل عن إرساله الحديث فقال: حديثي حديث أبي ...

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 585
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست