نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 535
تلامذة مالك:
لقد بالغ كتّاب المناقب بالكثرة لتلامذة مالك، و أضافوا إليهم من ليسوا منهم، و أخذوا يعدون من هم أكبر منه سنا و من تقدم بهم الزمن عليه، و يعدون أحيانا أخرى من رواته شيوخه الذين تلقى عليهم و روى عنهم.
و لا غرابة أن يروي الشيخ عن تلميذه، و لكن إذا كان لذلك حقيقة واقعة فلا غضاضة في قبولها، و إن كان لمجرد المبالغة في التقدير و التوثيق فليس من العلم قبوله، بل يجب رده [1].
و لقد ادعوا أن الزهري قد روى عنه، فيذكر القاضي عياض: أن من التابعين الذين رووا عنه محمد بن مسلم الزهري، و قد نفى ذلك ابن عبد البر. و لعل الذي أوقعهم في هذا الخطأ: هو الاشتباه بين اسم الزهري هذا و بين الزهري أحمد بن أبي بكر قاضي المدينة فإنه من رواة الموطأ و تفقه بأصحاب مالك و توفي سنة 242 ه-، كما قالوا إن أبا حنيفة من تلامذته لرواية أشهب أنه قال: رأيت أبا حنيفة بين يدي مالك كالصبي بين يدي أبيه.
و استدلوا بما أخرجه ابن شاهين و الدارقطني في غرائب مالك بسند عن حماد بن أبي حنيفة عن أبي حنيفة عن مالك في حديث (الايم أحق بنفسها).
و أخرج الخطيب البغدادي بسند عن أبي حنيفة عن مالك في حديث راعية الغنم.
و قد أجيب عن ذلك بأن الرواية الأولى هي عن حماد بن أبي حنيفة دون ذكر أبيه.
و أن الرواية الثانية هي عن أبي حنيفة عن عبد الملك هو ابن عمير فصحفوه بمالك.
و قال ابن حجر لم تثبت رواية أبي حنيفة عن مالك. و هو الصحيح لأن أبا حنيفة أكبر من مالك بخمس عشرة سنة و مات قبله بأكثر من ثلاثين و لم تكن لمالك شهرة آنذاك.