responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 516

دخل على الإمام الصادق قوم من أهل الكوفة في مرضه الذي توفي فيه فسألوه أن ينصب لهم رجلا يرجعون إليه في أمر دينهم فقال:

عليكم بقول أهل المدينة فإنها تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد، عليكم بآثار من مضى، فإني أعلمكم أني متبع غير مبتدع، عليكم بفقه أهل الحجاز عليكم بالميمون المبارك في الإسلام المتبع آثار رسول اللّه، فقد امتحنته فوجدته فقيها فاضلا، متبعا مريدا لا يميل به الهوى، و لا تزدريه الحاجة، و لا يروي إلا عن أهل الفضل من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فإن اتبعتموه أخذتم بحظكم من الإسلام، و إن خالفتموه ضللتم و هلكتم، فإنه قد أخذ عني كل ما يحتاج إليه فلا يميل بكم الهوى فتهلكوا، أي أحذركم عذاب اللّه يوم القيامة يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ‌ [الشعراء: 88 و 89]، أحذركم فقد أرشدتكم إلى رجل نصبته لكم فإنه أمين مولود في زمانه. قالوا: من هو بينه لنا؟ قال: (ذلك مالك بن أنس) عليكم بقول مالك‌ [1].

هكذا قال الزواوي، و هكذا نقل. و لا أقول إنه هو الذي وضعها أو افتعلها و لكنه ناقل عن غيره، و نحن لا ننكر أثر الخلافات التي حصلت بين الطوائف، و وجود قوة عاملة على إيجاد الخلاف و إيقاد نار الفرقة، فأصبح كل يذهب لتأييد مذهبه بشتى الوسائل و الاجتهاد في تحصيل ما ينال به الظفر على خصمه، و أي ظفر أعظم من الحصول على شهادة أعظم شخصية علمية كان مالك يسارع لاستماع حديثه و يغتنم فرصة الحضور عنده، و يتلقى تعاليمه في مدرسته كما مر بيانه. تلك هي شخصية الإمام الصادق الذي ترأس أعظم مدرسة إسلامية شهدها التشريع الإسلامي، و بقيت آثاره مفخرة الدهر و حديث الأجيال، فكانت أقواله تؤخذ بالقبول و الاعتبار، فقوله مسموح و حكمه نافذ. لذلك نرى كثيرا من الأقوال تنسب إليه طلبا لتأييد رأي أو ثبوت حكم، و قد حققها المنقبون من متبعي آثاره و الذين يرجعون إليه في أخذ الأحكام الشرعية.

و من هذا القبيل تلك الافتعالات التي انتحلها أصحاب المذاهب، و قد سبق للحنفية مثل ذلك في مدح أبي حنيفة كما مر بيانه في رواية أبي البختري و هذه المنقبة


[1] انظر مناقب مالك ص 10.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 516
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست