نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 508
و يمكننا أن نستحصل الإجابة عن هذه الأسئلة عند دراستنا لحياته و وقوفنا على عوامل شخصيته و بواعث انتشار ذكره، إذا لنتعرف على الإمام مالك و ندرس شخصيته دراسة تاريخية، و نستعرض حوادث عصره و سياسته لنكون على بينة من الأمر و معرفة من الواقع.
من هو الإمام مالك:
هو أبو عبد اللّه مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمر بن الحارث بن عثمان بن خثيل بن عمر بن الحارث، و هو ذو أصبح من حمير بن سباء، و هي قبيلة يمينة، و أمه أزدية و هي العالية بنت شريك الأزدية. فعلى هذا فإن أمه و أباه عربيان.
و هنا تقف أمامنا مشكلتان لا يمكن أن نتخطاهما بدون إشارة لهما، ليتجلى لنا الأمر و يتضح القول الصحيح.
الأولى: إن البعض من كتّاب السير ذهبوا إلى عدم صحة هذا النسب، و إن مالكا لم يكن عربيا و إنما هو من موالي بني تيم، فهو على هذا من موالي قريش و ليس بعربي، و قد روي عن ابن شهاب أنه قال: حدثني نافع بن مالك- و هو عم مالك بن أنس- مولى التيميين [1] أن أباه حدثه عن أبي هريرة ...
و ابن شهاب الزهري هو أستاذ مالك و أعرف بحاله، فهو يعتبر مالكا من الموالي لأنه اعتبر عمه نافعا كذلك.
و قال ابن عبد البر: إن محمد بن إسحاق الواقدي زعم أن مالكا و أباه وجده و أعمامه موالي لبني تيم بن مرة، و هذا هو السبب في تكذيب مالك لمحمد بن إسحاق و طعنه عليه.
فبهذا يصبح مالك هو من الموالي لا من العرب، و قد كان شائعا في عصر مالك، لذلك وقف تجاه هذه الدعوى مكذبا لها و أنكرها أشد الإنكار، و كذب من يدعيها عليه، و كذلك أبو سهيل عم مالك قام في إنكارها و قال: نحن قوم من ذي أصبح، قدم جدنا المدينة فتزوج في التيميين، فكان معهم و نسبنا إليهم.
و هذا يدل على خمول ذكرهم و عدم اشتهار عشيرتهم، و قد أصر ابن إسحاق