responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 493

الإمام الصادق و ولاة المنصور:

و كانت له مواقف مع ولاة المنصور الذين كانوا يتحدون مقامه، و يحاولون إيقاع الأذى تبعا لرئيسهم، و امتثالا لأمره، منها:- أن أحد ولاة المدينة خطب يوم الجمعة، و كان الإمام حاضرا، فحمد اللّه، ثم ذكر عليا و تعرض له، فقام أبو عبد اللّه الصادق بذاك الحفل و قال له:

و نحن نحمد اللّه و نصلي على محمد خاتم النبيين و سيد المرسلين. أما ما قلت من خير، فنحن أهله، و ما قلت من سوء، فأنت و صاحبك به أولى، فاختبر يا من ركب غير راحلته، و أكل غير زاده! ارجع مأزورا.

ثم أقبل على الناس، فقال: أ لا أنبئكم بأخلى الناس ميزانا يوم القيامة و أبينهم خسرانا، من باع آخرته بدنيا غيره، و هو هذا الفاسق. فسكت الوالي، و لم ينطق بحرف، و خرج من المسجد.

و مثل هذا لا يتحمله المنصور، لأنه لا يخفى عليه، فإن الرصد و العيون يوصلون إليه كل ما يصدر من الإمام الصادق، فهو يتقد بنار غيظه، و يتحين الفرص لإطفائها عند ما يظفر به.

و لما كان داود بن علي واليا على المدينة، بالغ في إيذاء العلويين، و تتبع أنصارهم. و في أيامه قتل المعلى بن خنيس، قتله السيرافي صاحب شرطة داود.

و كان المعلى (رحمه اللّه) من موالي جعفر بن محمد و أتباعه، و صودرت أمواله، و تحمل ما تحمل في سبيل نصرة أهل البيت. و قد ذكروا في سبب قتله أقوالا: منها:- أن المعلى طلب منه داود أن يدله على المخلصين من شيعة أهل البيت، فامتنع، و هدده بالقتل، و أصر على امتناعه و تفانيه و إخلاصه لأهل البيت، فأمر داود بقتله.

و منهم من يرى أن قتله كان بسبب القيام بالدعوة لمحمد بن عبد اللّه ذي النفس الزكية، و كان لهذا الحادث الأثر العظيم في نفس الإمام الصادق «و قد رأى في هذا الاعتداء اعتداء على حقه، و حربا معلنة عليه، يدل على ذلك عنف الاحتجاج الذي احتج به على الأمير، و التهديد الذي هدده به، فقد أجمعت روايات الباحثين في سيرته على أنه مشى إلى ديوان الأمير، و هو محنق على خلاف عادته، و ألقى خطابا موجزا قال فيه:

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست