نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 484
يقول المقدسي [1]: كان رجلا أسمر نحيفا طويل القامة قبيح الوجه دميم الصورة ذميم الخلق، أشحّ خلق اللّه و أشد حبا للدينار و الدرهم سفاكا للدماء ختارا بالعهود غدارا بالمواثيق كفورا بالنعم قليل الرحمة و كان جال في الأرض و تعرض للناس و كتب الحديث و حدّث في المساجد و تصرف في الأعمال الدنية و الحرف الشائنة و قاد القود لأهلها و ضربه سليمان بن حبيب بالسياط في الجملة و التفصيل، كان رجلا دنيا خسيسا كريها شريرا فلما أفضى الأمر إليه أمر بتغيير الزي و تطويل القلانس فجعلوا يحتالون لها بالقصب من داخل، فقال أبو دلامة في هجوه:
و كنا نرجّي من إمام زيادة* * * فزاد الإمام المصطفى بالقلانس
تراها على هام الرجال كأنها* * * ديار يهود جللت بالبرانس
و على أي حال فقد تقدم في الأبحاث السابقة من الجزء الأول بعض أخباره مع الإمام الصادق (عليه السلام) و محاولته الفتك به مرارا و لكن اللّه بالغ أمره قد جعل لكل شيء قدرا. فقد عصمه اللّه منه و دفع شره عنه.
محاولة المنصور قتل الإمام:
و هنا نعود لذكر بعض ما لقيه الإمام الصادق (عليه السلام) في عهد المنصور لنأخذ صورة عن الحياة التي كان يحياها الإمام (عليه السلام) في عهده. و ما من شك أن المنصور قد حاول عدة مرات أن يفتك بالإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) و أرسل إليه من يحضره عنده عدة مرات.
و قد عزم على الحج في سنة 147 ه- لأجل القبض على الإمام الصادق (عليه السلام) فلم يتم له ذلك [2].
و لكن هل أن المنصور سجن الإمام الصادق (عليه السلام) ثم أطلقه أم أنه كان يعزم على ذلك و يحضره أمامه و يترك عما عزم عليه؟
و إن بعض المؤرخين قد ذكر أن المنصور قد حبس الإمام الصادق (عليه السلام) [3] و بعضهم لم يتعرض لذلك كما أن أكثرهم قد أهمل كثيرا من الحوادث التي جرت في