responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 477

اعرض نفسك على كتاب اللّه، فإن كنت سالكا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه، خائفا من تخويفه، فاثبت و ابشر، فإنه لا يضرك ما قيل فيك.

و إن كنت مباينا للقرآن فما ذا الذي يغرك من نفسك، إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها، فمرة يقيم أودها و يخالف هواها في محبة اللّه. إلى أن يقول:

و توق مجازفة الهوى بدلالة العقل، وقف عند الهوى باسترشاد العلم، و استبق خالص الأعمال ليوم الجزاء، و اقطع أسباب الطمع ببرد اليأس، و سد سبيل العجب بمعرفة النفس، و تحرز من إبليس بالخوف الصادق، و إياك و الرجاء الكاذب، فإنه يوقعك في الخوف الصادق ...

و اطلب بقاء العز بإماتة الطمع، و ادفع ذل الطمع بعز اليأس، و استجلب عز اليأس ببعد الهمة، و تزود من الدنيا بقصر الأمل، و بادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة.

و اعلم أنه لا علم كطلب السلامة، و لا سلامة كسلامة القلب، و لا عقل كمخالفة الهوى، و لا خوف كخوف حاجز. و لا رجاء كرجاء معين، و لا فقر كفقر القلب، و لا غنى كغنى النفس، و لا قوة كغلبة الهوى، و لا معرفة كمعرفتك بنفسك، و لا نعمة كالعافية، و لا عافية كمساعدة التوفيق، و لا شرف كبعد الهمة ... إلى آخر وصيته و هي طويلة أخذنا منها اليسير [1].

من تعاليمه:

إلى كثير من وصاياه و تعاليمه‌ [2]. و قد احتفظ التاريخ بكثير من تراثه الفكري بما فيه الكفاية للعقل اليقظان و البصيرة الواعية، فقد كان يفيض على سامعيه من الخواطر و الحكم، متوجها إلى النصح و الإرشاد، منقطعا لتوجيه المجتمع، فكان يغتنم فرصة استعداد سامعيه لتلقي ما يدلي به من النصائح التي تصل لقلب السامع، فلا يسعه إلا التسليم.


[1] تحف العقول 69.

[2] المذكورة في تاريخ ابن كثير و اليعقوبي، و الصواعق لابن حجر، و كشف الغمة للإربلي و الفصول المهمة لابن الصباغ، و تحف العقول، و مطالب السئول، و تذكرة الخواص و غيرها.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست