responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 42

أكبادها، و من كل قبيلة من بني أسد و مخارق، و طي، و سليم، و غطفان، و غفار، و الأزد، و خزاعة، و خثعم، و مخزوم، و بني ضبة، و من قريش، و لا سيما بني الحارث بن عبد المطلب، و بني الحسن بن الحسن بن علي‌ [1].

و نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعة من الأئمة و أعلامهم مثل يحيى بن سعيد الأنصاري، و ابن جريح، و مالك بن أنس، و الثوري، و ابن عيينة، و أبي حنيفة، و شعبة، و أيوب السجستاني، و غيرهم، و عدّوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها و فضيلة اكتسبوها [2].

و نالت مدرسة الصادق شهرة عظيمة ففي تلك الفترة السعيدة، كان هو زعيم الحركة الفكرية في ذلك العصر، و يعتبر في الواقع أنه أول من أسس المدارس الفلسفية في الإسلام، و لم يكن يحضر حلقته العلمية أولئك الذين أصبحوا مؤسسي المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها طلاب الفلسفة و المتفلسفون من الأنحاء القاصية [3]، و ستطلع على جوانب تكوين هذه المدرسة الكبرى و وجوه نشاطها المختلفة. و إن من جوانب عظمة الإمام الصادق أن ينهض في هذا الدور من التاريخ الإسلامي الذي شهد تلك الأحداث السياسية و التحولات الفكرية، و يقيم صرحا فكريا على قواعد دينية و مناهج علمية و هو يواجه سياسة الضغط و حملات العنف و يعالج روح الأمة و يتجه إلى أفكار أبنائها، و بقيت مدرسة الإمام الصادق- برغم سياسة الأمويين- في محو آثار أهل البيت جامعة تمد الرجال بعلوم الدين و زاد الإيمان، يتخرج منها الطلاب للدعوة إلى الحق، كما بقيت على استقلال نهجها و وضوح منهاجها في عهد العباسيين، و قد حفظت لنا مصادر التاريخ صورة لمكانة الإمام الصادق في عصره و مدى انتشار علمه في الأقطار الإسلامية، حتى كان اسمه في الحديث و الرواية من أمارات الصحة و علامات العلم، ففي كل مسجد من مساجد المسلمين المعروفة راح الرواة و المحدثون ينهلون من فيضه و كلّ يقول: حدثني جعفر بن محمد، حتى قال أحدهم: أدركت في جامع الكوفة تسعمائة شيخ من أهل الدين و الورع كلهم يقول: حدثني جعفر بن محمد.


[1] كتاب جعفر بن محمد لسيد الأهل.

[2] كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السئول ج 2 ص 55.

[3] تاريخ العرب للسيد مير علي الهندي ص 179.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست