responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 398

رسالة لعبد اللّه النجاشي:

قال عبد اللّه بن سليمان النوفلي‌ [1]: كنت عند جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فإذا بمولى لعبد اللّه النجاشي‌ [2] ورد عليه، فسلم و أوصل إليه كتابا ففضه و قرأه فإذا فيه:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم: أطال اللّه بقاء سيدي و جعلني من كل سوء فداه، إني بليت بولاية الأهواز، فأرى سيدي أن يحد لي حدا أو يمثل لي مثلا لأستدل على ما يقربني إلى اللّه عز و جل و إلى رسوله، إلى أن قال: فعسى أن يخلصني اللّه بهدايتك و دلالتك، فإنك حجة اللّه على خلقه، و أمينه في بلاده، و لا زالت نعمته عليك».

فأجابه أبو عبد اللّه (عليه السلام):

«بسم اللّه الرحمن الرحيم: حاطك اللّه بصنعه، و لطف بك بمنه، و كلأك برعايته فإنه وليّ ذلك، إلى أن يقول: فإني ملخص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به و لم تجاوزه، رجوت أن تسلم إن شاء اللّه.

أخبرني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أنه قال: من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه اللّه لبه.

و اعلم أني سأشير عليك برأي إن أنت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه، و اعلم أن خلاصك و نجاتك من حقن الدم و كف الأذى من أولياء اللّه، و الرفق بالرعية، و التأني و حسن المعاشرة، مع لين في غير ضعف و شدة في غير عنف.

و مداراة صاحبك و من يرد عليك من رسله، و ارتق فتق رعيتك بأن توافقهم على ما وافق الحق و العدل إن شاء اللّه.

إياك و السعاة و أهل النمائم فلا يلتزقن منهم بك أحد، و لا يراك اللّه يوما و ليلة و أنت تقبل منهم صرفا و لا عدلا فيسخط اللّه عليك، و يهتك سترك.


[1] عبد اللّه بن سليمان النوفلي: روى عنه هشام بن يوسف و غيره و خرج له الترمذي في صحيحه.

[2] عبد اللّه النجاشي أو ابن النجاشي هو أبو بجير عبد اللّه بن غنيم الأسدي ولي الأهواز من قبل المنصور و قد اتصل بالإمام الصادق و سأله عن كثير من المسائل و كان الإمام (عليه السلام) يجيبه، قال النجاشي: إن هذا- يعني الإمام الصادق- عالم آل محمد، و إن الذي كنت عليه باطل و إن هذا صاحب الأمر.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست