نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 340
لأنهم نقلوا عنه أن أبا عصمة حدث عن أبي حنيفة عند ما سأله ممن تأمرني أن أسمع الآثار؟
فقال أبو حنيفة: من كل عدل في هواه إلا الشيعة فإن أصل عقيدتهم تضليل أصحاب محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم).
و الصحيح أن هذا القول لم يصح عن أبي حنيفة.
أولا انه انفرد به أبو عصمة و هو نوح بن مريم المروزي المتوفى سنة 173 ه- و هذا الرجل مشهور بوضع الحديث حسبة.
قال الحافظ زين الدين العراقي في مبحث الوضاعين: و مثال من كان يضع الحديث حسبة ما رويناه عن أبي عصمة نوح بن مريم المروزي، قاضي مرو، فيما رواه الحاكم بسنده إلى أبي عمار المروزي، أنه قيل لأبي عصمة: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة، و ليس عند أصحاب عكرمة هذا؟
فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن، و اشتغلوا بفقه أبي حنيفة، و مغازي محمد بن إسحاق، فوضعت هذا الحديث حسبة.
و كان يقال لأبي عصمة هذا: نوح الجامع فقال ابن حبان: جمع كل شيء إلا الصدق.
و قال البخاري: قال ابن المبارك لوكيع: عندنا شيخ يقال له أبو عصمة كان يضع كما يضع المعلى بن هلال [1].
و قال ابن حجر في ترجمته: قد أجمعوا على تكذيبه [2] و قال العباس بن مصعب: كان نوح بن أبي مريم أبوه مجوسيا اسمه «مابنه» استقضى نوح على مرو و أبو حنيفة حي، فكتب إليه أبو حنيفة يعظه [3].
[1] شرح ألفية العراقي ج 1 ص 168 و الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 221.