نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 334
يدخلني لأبي جعفر المنصور، فسلمت عليه. و أومأ إليّ فجلست، ثم التفت إليه فقال:
يا أبا عبد اللّه هذا أبو حنيفة، فقال: نعم. ثم أتبعها قد أتانا كأنه كره ما يقول فيه قوم: إذا رأى الرجل عرفه.
قال: ثم التفت إليّ فقال: يا أبا حنيفة ألق على أبي عبد اللّه مسائلك، فجعلت ألقي فيجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا و أهل المدينة يقولون كذا و نحن نقول كذا.
فربما تابعنا و ربما تابعهم و ربما خالفنا جميعا، حتى أتيت على الأربعين مسألة ما أخل منها بمسألة.
ثم قال أبو حنيفة (رحمه اللّه): ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس [1].
مناظرته في القياس:
و كان (عليه السلام) ينهي أبا حنيفة عن القياس و يشدد الإنكار عليه و يقول: بلغني إنك تقيس الدين برأيك، لا تفعل فإن أول من قاس إبليس [2].
و يحدثنا أبو نعيم: أن أبا حنيفة و عبد اللّه بن أبي شبرمة و ابن أبي ليلى دخلوا على جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، فقال لابن أبي ليلى: من هذا الذي معك؟
قال: هذا رجل له بصر و نفاذ في الدين. قال: لعله يقيس أمر الدين برأيه؟ قال: نعم! فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال نعمان قال: ما أراك تحسن شيئا، ثم جعل يوجه إليه أسئلة فكان جواب أبي حنيفة عدم الجواب عنها فأجابه الإمام عنها.
ثم قال: يا نعمان حدثني أبي عن جدي، أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) قال: «أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس» قال اللّه تعالى له: اسجد لآدم فقال: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ* فمن قاس الدين برأيه قرنه اللّه يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس.