نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 29
الغنم و لما بلغه قتله قال: أنا أبو عبد اللّه إذا حككت قرحة نكأتها [1].
و جل الصحابة أظهروا الإنكار على عثمان لسوء ما ارتكبه بنو أبيه الذين حملهم على رقاب الأمة، و كان جيش مصر- الذي حاصر عثمان و اشترك في قتله- تحت قيادة عبد الرحمن بن عديس البلوي من كبار الصحابة و هو ممن شهد الحديبية و بايع بيعة الشجرة، كما اشترك في حصار عثمان جمع من أهل بدر كرفاعة بن رافع الأنصاري و غيره. و قتل نيار بن عياض و هو من الصحابة المحاصرين له.
كما أن النصوص التاريخية مجمعة بالاتفاق على مكاتبة الصحابة من أهل المدينة إلى من بالآفاق منهم: إن أردتم الجهاد فهلموا إليه فإن دين محمد قد أفسده خليفتكم [2].
و مهما يكن من أمر فقد أعلن معاوية الطلب بدم عثمان و لا يريد بذلك إلا إعلان الحرب على علي (عليه السلام)، لأنه يبغض عليا بغضا لا يحمله قلب إنسان على وجه البسيطة؛ إن معاوية يبغض عليا لإيمانه و عدله، و علي يبغض معاوية لنفاقه و ظلمه.
لذلك سلك معاوية طرق المكر و الخداع و الخداع و اتخذ أعوانا هم على شاكلته يثيرون الناس لحرب علي (عليه السلام) بتهمة قتل خليفة المسلمين، و دب و هم هذه الفكرة في أفئدة ضعفاء العقول و الإيمان، و أحاطوا بقميص عثمان يبكون عليه، و يتوقدون لطلب القود من قاتله.
قدم قبيصة العبسي إلى المدينة رسولا من معاوية، فقال علي: ما وراءك؟ قال:
تركت قوما لا يرضون إلا بالقود. قال: ممن؟ قال: من خيط رقبتك، و تركت ستين ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان، و هو منصوب لهم قد ألبسوه منبر دمشق فقال علي: أمني يطلبون دم عثمان؟!! [3]
موقف معاوية من عثمان:
ما هذا العطف من معاوية على عثمان و هذه الرحمة المرتجلة. أين كانت عاطفة