نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 257
انتشار المذهب الجعفري
انتشاره في الأقطار الإسلامية:
و خلاصة القول أن المذهب الجعفري انتشر بقوته و مقوماته من دون استناد إلى سلطة أو عوامل الترغيب في اعتناقه، و أن أول ظهور الشيعة كان في بلد الحجاز، و هو أول أرض بذرت فيه بذرة التشيع. و في المدينة المنورة في القرن الرابع انتشر بصورة ظاهرة، و قد عظم ذلك على من يسوؤهم انتشار مذهب أهل البيت كابن حزم فقد وصف المدينة المنورة بما لا يليق بها لوجود الشيعة فيها [1].
كما انتشر التشيع في الشام و كان أبو ذر الغفاري هو الذي نشر المذهب هناك، و لا يزال في قرية الصرفند بين صيدا و صور مقام معروف باسم أبي ذر اتخذ مسجدا معمورا.
و هم اليوم عدد كثير اشتركوا في إدارة البلاد و شغلوا مناصب مهمة في حكومة سوريا، و منهم التجار و الأطباء، و لهم مركز مهم هناك، و تقام عندهم مآتم عزاء الحسين (عليه السلام) علنا في عاصمة الأمويين، و يحضرها كثير من أهل السنة، و الخطيب يفصح بمخازي معاوية و يزيد و بني أمية مستنبطا ذلك من التاريخ الصحيح.
و يقول ابن جبير في رحلته في وصف المذاهب المتغلبة على الشام في القرن السادس: إن الشيعة أكثر من السنيين و قد عموا البلاد بمذهبهم.
و يقول كرد علي: و في دمشق يرجع عهدهم (أي الشيعة) إلى القرن الأول للهجرة، و في أكناف حوران و هم مهاجرة جبل عامل، و في شمال لبنان و المتن و البترون و هم مهاجرة بعلبك، و لا يقل عدد الشيعة في الشام من الإمامية عن مائتي ألف نسمة [2].
أما جبل عامل و هو البلد الواقع بين صفد جنوبا و نهر الأولي شمالا، و غور الحولة و ما والاها إلى أرض البقاع شرقا، و البحر المتوسط غربا فقد كان بدء التشيع في جبل عامل بفضل الجهود التي بذلها المجاهد في اللّه أبو ذر الغفاري رضي اللّه عنه