responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 25

علي ... و مبايعة معاوية لطلحة و الزبير:

وجد معاوية [1] نفسه بدائرة ضيقة بعد قتل عثمان و مبايعة علي بالخلافة أ يعلن معارضة علي؟ و قد عقدت بيعته على أكمل وجه و ناصره أصحاب محمد. و القلوب تغلي على بني أمية، أم يدخل فيما دخل فيه الناس كارها كدخوله في الإسلام هو و أبوه من قبل، و هو لا يجهل مكانة علي و منزلته في الإسلام فهو أول القوم إسلاما و أقدمهم إيمانا و أفضل الناس بعد رسول اللّه و أقربهم منه.

و علي قد طبعت نفسه على العدل لا تأخذه في اللّه لومة لائم، و لا يستطيع معاوية أن يعمل في عهد علي عمله الذي يحاول به نجاح مهماته، و تأبى نفس معاوية أن ترضخ للعدل، و تستسلم للواقع، لأنه يعرف عليا و سيرته و خشونته في الأمر.

و علي يعرف معاوية، و على أي طابع طبعت نفسه، و هو أدرى بحركاته و ما يهدف إليه في دهائه الذي استطاع أن يستجلب به رضا عمر و يخاتل عثمان من قبل.

إذا كيف يصنع معاوية؟ إذا اشتد جانب علي و عظمت شوكته، فكان موقفه تجاه هذه المشاكل موقف حيرة و ارتباك، و دنياه حبلى و لا يعلم ما تلد في الغد.

كاد معاوية أن يفر من ميدان المعارضة لعلي لأنه أعزل من كل سلاح يستطيع به مقابلة علي إن أعلن حربه، و ليس له حجة يستهوي بها قلوب الناس. بما ذا يدعي معاوية و أي أمل له بالخلافة و الإمرة على المسلمين؟ و هو يعرف نفسه و لا يفوته منها كل شي‌ء، فهو ابن هند [2] و ابن أبي سفيان‌ [3] زعيم المشركين و مثير الحرب على صاحب الرسالة.


[1] معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ولد قبل البعثة بخمس سنين و قيل سبع سنين أسلم عام الفتح و مات في رجب سنة 60 ه- قال أبو عمر معاوية و أبوه من المؤلفة قلوبهم و قال ابن أبي الحديد كان معاوية مطعون في دينه انظر ج 1 ص 111 و قول الزمخشري في ربيع الأبرار في نسبه و كانت إمارة معاوية عشرين سنة ولاه عمر بن الخطاب الشام و حاسب عماله إلا معاوية و بعد وقوع الصلح تم الأمر لمعاوية فاستقل مدة عشرين سنة.

[2] هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد مناف والدة معاوية- كانت تثير شعور المشركين بأراجيزها في حروبهم على النبي و تشجعهم هي و باقي نساء المشركين و كانت ترجز يوم أحد (نحن بنات طارق) و بذلت لوحشي ما يحب أن قتل حمزة عم النبي (ص) فلما قتل مثلت به و استخرجت كبده فشوت منه و أكلت- انظر الاستيعاب بهامش الإصابة ج 4 ص 426 و توفيت في عهد عمر بن الخطاب في اليوم الذي مات فيه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق.

[3] أبو سفيان: هو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس و أمه صفية بنت حرب الهلالية مات في خلافة عثمان سنة 34 ه- و قيل 31 ه- و هو ابن ثمان و ثمانين سنة و كان يكنى بأبي حنظلة الذي قتل يوم بدر كافرا قتله علي (ع).

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست