نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 247
رجحان شيء من مذاهبهم فضلا عن وجوبها، و كيف لا و أئمة المذاهب أنفسهم قد أخذوا عن أهل البيت، و جعلوا ذلك فخرا لهم و سببا لنجاحهم، فهذا الإمام أبو حنيفة كان يأخذ بأقوال علي (عليه السلام) حتى جعلوا ذلك من مرجحات مذهبه على غيره من المذاهب لقول النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «أنا مدينة العلم و علي بابها» [1] ذكر ذلك المقدسي في أحسن التقاسيم.
و كان أبو حنيفة يفتخر بالأخذ عن الصادق (عليه السلام) و يقول: «لو لا السنتان لهلك النعمان».
و نرى مالك بن أنس و هو أحد تلاميذ الصادق، و عنه أخذ الشافعي و أخذ أحمد بن حنبل عنه، و كان الشافعي لا يروي إلا عن علي (عليه السلام) و لذلك اتهموه بالتشيع فافتخر بذلك قائلا:
أنا الشيعي في ديني و أصلي* * * بمكة ثم دارى عسقلية
بأطيب مولد و أعز فخر* * * و أحسن مذهب يسمو البرية
[2] و رماه يحيى بن معين بالرفض و قال: طالعت كتابه في السير فوجدته لم يذكر إلا علي بن أبي طالب و قد أظهر الشافعي ذلك في قوله:
يا راكبا قف بالمحصب من منى* * * و اهتف بقاعد خيفها و الناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى* * * فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد* * * فليشهد الثقلان أني رافضي
و كذلك الإمام أحمد كان يفضل عليا على الصحابة، و سئل يوما عن أفضل أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فقال: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، قيل فعلي؟ قال:
سألتموني عن أصحابه و علي نفس محمد.
إلى غير ذلك مما يطول ذكره، على أنا نجد أهل المذاهب متفرقين كل يذهب إلى رجحان مذهبه و بطلان غيره، و يقيم كل فريق أدلة للغلبة و الظهور على الآخر، و لسنا بصدد البحث عن ذلك، و لكن الغرض ان أخذ الشيعة عن أهل البيت إنما هو لدلالة الكتاب و السنة، و يرون ضرورة الأخذ بأصول الدين و فروعه عنهم، فهم سفن