responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 214

عاهة أو تغير عقله، يؤخر أمره و يستتاب، فقال الواثق ما أراه إلا داعيا للكفرة، ثم دعى بالصمصامة فقال: إذا قمت إليه فلا يقومن أحد معي فإني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الذي يعبد ربا لا نعرفه، ثم أمر بالنطع فأجلس عليه و هو مقيد، و أمر أن يشد رأسه بحبل، و أمرهم أن يمدوه، و مشى إليه برجله و ضرب عنقه، و أمر بحمل رأسه إلى بغداد [1].

هذا بعض ما حل بالمسلمين من عوامل الفرقة، و حوادث الشغب بين معتنقي المذاهب الأربعة، مما يبعث على الأسف الشديد، لما حل بالأمة من التفكك و التحيز، الأمر الذي جعل المتداخلين في صفوف المسلمين ينفذون خططهم، و يحققون أهدافهم في تفريق كلمة المسلمين و صدع وحدتهم.

و لم نقصد بهذا العرض إلا إعطاء صورة عن الحوادث التي لا يزال أثرها في تاريخ الأمة الإسلامية من أكبر عوامل التأخر و الانحطاط.

بين السنة و الشيعة:

و إذا أردنا أن نولي وجوهنا شطر الحوادث التي حدثت بين المسلمين: السنة و الشيعة. فإن ذلك أدهى و أمر، و أشد وقعا، و أعظم خطرا.

لقد وقعت بين السنة و الشيعة حوادث مؤلمة أدت إلى إثارة نيران الفتن، و إراقة الدماء، و حرق المساكن.

و ليس بودنا أن نذكر هنا كل ما حدث من خلاف بين هاتين الطائفتين في أمور لو طرحت على بساط البحث و المناقشة العلمية لزال كل شي‌ء، و كان الحكم للحق وحده، و الحق أحق أن يتبع.

لأن الخلاف كان لا يتعدى حدود النزاع في مسألة الإمامة و غيرها من المسائل التي حدث الخلاف بين الطائفتين فيها، ثم تطور الوضع إلى تحزب ضد الشيعة، و اتجاه معاكس، فحاكوا لهم التهم و حملوا عليهم بكل ما هو شائن من دون التفات إلى حق العلم، أو خضوع للحق.

و يطول بنا الحديث حول ذلك هنا، و سنتحدث عن ذلك فيما بعد، و الشي‌ء


[1] شذرات الذهب ج 2 ص 67 و تاريخ الخطيب ج 5 ص 177.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست