نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 139
و إنما سمي بالناقص لأنه نقص الزيادة التي كان الوليد زادها في أعطيات الناس و هي عشرة عشرة، ورد العطاء إلى ما كان أيام هشام.
و في أيامه اضطرب حبل الدولة أشد مما كان عليه من قبل، و وقع خلاف بين ولاة الأمصار، و ثار أهل حمص، و وثب أهل فلسطين، و وقعت الحرب بين أهل اليمامة و عاملهم إلى غير ذلك من الأمور، و مات يزيد و لم يعهد لأحد من بعده.
و كان مولاه قطن و هو الموكل بخاتم الخلافة قد افتعل عهدا على لسان يزيد بن الوليد لإبراهيم بن الوليد، و دعا أناسا فشهدوا عليه زورا [1].
إبراهيم بن الوليد:
هو إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، و أمه أم ولد اسمها نعمة.
ولي الأمر بعد أخيه يزيد بعهد منه زوره الموكل بالخاتم و هو مولاهم قطن كما تقدم. و ذلك في ذي الحجة سنة 126 ه- و لم يتم له الأمر لكثرة الثورات و اختلاف الكلمة، و سقوط هيبة الدولة، و كان اتباعه يسلمون عليه تارة بالخلافة و تارة بالإمارة، و كانت مدة ولايته ثلاثة أشهر، و قيل شهرين و أيام. و قد خلع نفسه و سلّم الأمر لمروان الآتي ذكره، و ذلك في صفر سنة 127 ه-. و قيل أن مروان قتله بعد أن ظفر به و صلبه و قتل جميع أصحابه، و قيل غرق في الزاب أو أنه قتل فيه [2].
مروان بن محمد:
مروان بن محمد بن مروان بن الحكم و أمه أم ولد من الأكراد اسمها لبابة، ولي الحكم في صفر سنة 127 ه- إلى أن قتل ببوصير من أرض مصر لثلاث عشر ليلة خلت من ربيع سنة 132 ه-. و به انتهى الحكم الأموي و انتقل الأمر إلى بني العباس.
و تفرق الأمويون في البلاد، و كانوا طعمة للسيف و زالت دولتهم بعد أن حكمت البلاد إحدى و تسعين سنة، و تسعة أشهر.
و قامت على أنقاضها الدولة العباسية، بعد حروب طاحنة دامت مدة من الزمن، و كانت دعوة بني العباس إلى أهل البيت.