و على أي حال فإن للوليد أعمالا منكرة، و جرائم لا توصف، و قبائح تشمئز منها النفس، و يقف القلم عند بيانها خجلا.
و كانت له جرأة عظيمة على انتهاك حرمة الإسلام، فمن ذلك أنه كان يستهدف بالمصحف و يقول:
تهدد كل جبار عنيد* * * فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر* * * فقل يا رب خرّقني الوليد
[2] و هو الذي كتب إلى عامله على الكوفة يوسف بن عمر: خذ عجل أهل العراق فأنزله جذعة (يعني زيد بن علي (عليه السلام)) و أحرقه بالنار ثم انسفه باليم. فأمر يوسف به فأحرقه ثم رضه و حمله في سفينة، ثم ذراه في الفرات [3].
و قد وردت في الوليد أحاديث بأنه فرعون هذه الأمة منها: ما أخرجه الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب أنه ولد لأخي أم سلمة غلاما فسموه الوليد فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «سميتموه باسم فراعينكم، ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد، لهو أشد فسادا لهذه الأمة من فرعون لقومه» و في لفظ لهو أضر على أمتي.
و أخرج البيهقي عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت: دخل النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و عندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد، فقال (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): من هذا يا أم سلمة؟ قالت: هذا الوليد.
فقال (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «قد اتخذتم الوليد حنانا؛ غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد» [4].
و عند ما ولي كان يكتب إلى الناس:
[1] ابن الأثير ج 5 ص 124 و تاريخ ابن كثير ج 10 ص 2- 6.
[2] البدء و التأريخ للمقدسي ج 3 ص 53، و تاريخ الخميس ج 2 ص 320، و ابن الأثير ج 5 ص 137 و الحور العين لابن نشوان ص 190 و غيرها.