responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 112

حين، فكان (ع) يتجه إلى المسلمين فيشاركهم أحوالهم و يعمل على إبقاء نظام الدين في الحياة كما هو في نفوسهم، كما كان عليه في ذات الوقت أن يتحاشى نقمة الحكام الذين تعددت وسائل مراقبتهم له و عيون رصدهم و مضايقاتهم.

موقف الإمام الصادق من الظالمين:

فكان موقفه (عليه السلام) في تلك المدة موقف الرجل المصلح الذي يصول بيد جذاء لقلة أعوانه، فهو يراقب الحوادث عن كثب، و يتألم لتلك الفظائع و يشارك المسلمين في مآسيهم.

و لم يكن (عليه السلام) ليترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و إرشاد الناس مع شدة الرقابة و نصب حبائلهم له ليلحقوه بشهداء آل محمد و لكن اللّه دفع شرهم عنه.

فكان (عليه السلام) يبث تعاليمه في معارضتهم، و يحذر الأمة من مخالطة أئمة الجور، كما اشتهر ذلك عنه فكان (عليه السلام) يقول: إياكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى أهل الجور.

أيما مؤمن قدم مؤمنا في خصومة إلى قاض أو سلطان جائر، فقضى عليه بغير حكم اللّه فقد شركه في الإثم.

أيما رجل كان بينه و بين أخ له مماراة في حق فدعاه إلى رجل من إخوانكم ليحكم بينه و بينه فأبى إلا أن يرافعه إلى هؤلاء، كان بمنزلة الذين قال اللّه عز و جل فيهم: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ‌ [1].

اتقوا الحكومة فإن الحكومة للإمام العالم بالقضاء، العادل بالمسلمين كنبي أو وصي نبي.

و سأله رجل عن قاض بين فرقتين يأخذ من السلطان على القضاء الرزق؟

فأجابه (عليه السلام): إن ذلك سحت. و قال: العامل بالظلم، و المعين له، و الراضي به كلهم شركاء ثلاثتهم، إلى كثير من ذلك، و سنذكر بعضها فيما بعد.

و كان يحث الناس و يدعوهم إلى مقاطعتهم و عدم الركون إليهم، و يدعو الأمة


[1] سورة النساء، آية: 60.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست