نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي جلد : 1 صفحه : 48
و قد جاء عن الصدّيق: «أرقبوا محمدا في أهل بيته» [1]، و معناه: احفظوه فيهم، فلا تسيئوا إليهم، و لا تؤذوهم، و لذلك قال في مقام آخر: «و الذي نفسي بيده، لقرابة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أحبّ إليّ أن أصل من قرابتي» [2]، و هذا هو الظنّ بالصدّيق.
قال القرطبي (رحمه اللّه): هذه الوصية و هذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله و البرور بهم و توقيرهم و محبّتهم، و وجوب الفروض المؤكّدة التي لا عذر لأحد في التخلّف عنها، هذا مع ما علم من خصوصيتهم بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله) و بأنّهم جزء منه، فإنّهم أصوله التي نشأ عنها، و فروعه التي نشأوا عنه، كما قال: «فاطمة بضعة منّي» [3] و مع ذلك فقابل بنو أمية عظيم هذه الحقوق بالمخالفة و العقوق، فسفكوا من أهل البيت دماءهم، و سبوا نساءهم، و أسروا صغارهم، و خرّبوا ديارهم، و جحدوا شرفهم و فضلهم، و استباحوا سبّهم و لعنهم، فخالفوا المصطفى (صلّى اللّه عليه و آله) في وصيته، و قابلوه بنقيض مقصوده و أمنيّته، فواخجلهم إذا وقفوا بين يديه، و يا فضيحتهم يوم يعرضون عليه [4].
و قرانه (صلّى اللّه عليه و آله) بين القرآن و بين عشيرته [5] في التمسّك بهما يؤذن بأنّ المراد
- ذلك؛ كحديث السفينة و الثقلين، و أنّه (صلّى اللّه عليه و آله) جعلهم عدل الكتاب بوجوب التمسّك، و حديث الغدير و أنّ عليا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، و وليّ الأمر بصريح آية التصدّق بالخاتم.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 19: 328: «قال سبط ابن الجوزي: حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه» أنّ عمر قال لعلي: بخ بخ أصبحت مولى كلّ مؤمن و مؤمنة، قال أبو حامد الغزالي: