و في هذا منقبة له رضي اللّه تعالى عنه، حيث أكرمه اللّه عزّ و جلّ بشبهه بسيّد الخلق و أشرفهم (صلّى اللّه عليه و آله).
و هذا لا يعارض حديث أنس الآتي في الحسين أنّه كان أشبههم برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)،
- هريرة: دخلت على رقيّة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و بيدها مشط ...» إلى آخره. و هذا كذب صريح، فإنّ رقية بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ماتت وقت معركة بدر، و أبو هريرة أسلم بعد فتح خيبر بالاتّفاق.
الثاني: ما رواه البخاري في الصحيح 1: 411، و ابن حبّان في صحيحه 6: 403: «قال: ثم صلّى بنا النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الظهر و العصر فسلّم في ركعتين، فقال له ذو اليدين: أنقصت أم نسيت؟».
و هذا أيضا كذب، فإنّ ذا اليدين استشهد ببدر قبل أن يسلم أبو هريرة بزمان، كما في الثقات لابن حبّان 3: 301، و الإصابة 4: 598.
و قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 2: 608: «كان شعبة يقول: كان أبو هريرة يدلّس» و نقله ابن حجر في الإصابة 1: 67 و قال: «و التدليس أخو الكذب».
هذا، و قد انتقده الكثير من أعلام أهل السنّة المتأخّرين؛ كالعلّامة الرافعي، و السيد رشيد رضا صاحب المنار، و السيد محمد عبده شيخ الأزهر، و الدكتور طه حسين، و الدكتور أحمد أمين، و الشيخ العلّامة محمود أبو ريّة في كتابيه «شيخ المضيرة» و «أضواء على السنّة المحمدية»، و آخرين غيرهم.
[2]. صحيح البخاري 3: 1302، الإصابة 2: 62، تهذيب الكمال 6: 224، تاريخ دمشق 13: 174، كنز العمّال 13: 246، نظم درر السمطين: 202. و الظاهر أنّ المصنّف نقله بالمعنى، و الموجود في جميع المصادر غير هذا لفظا.
نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي جلد : 1 صفحه : 178