فضائلها جمّة، و مناقبها كثيرة رائعة، و يكفيها شرفا و فخرا أن تكون بضعة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و من فواضل نساء العالمين، و سيدة نساء هذه الأمة، بل و أهل الجنّة، و إلى القارئ بعض ما جاء في ذلك:
فاطمة سيدة نساء المؤمنين و نساء أهل الجنّة
فعن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
اجتمع نساء النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) فلم يغادر منهنّ امرأة، فجاءت فاطمة تمشي، كأنّ مشيتها
- ففي الصحيح عن أبي جعفر الباقر (عليه السّلام) قال: «توفّيت و لها ثمان عشرة سنة و خمسة و سبعون يوما» الكافي 1: 458.
[1]. و هذا هو أحد الأقوال في تعيين محلّ دفنها (عليها السّلام)، و الأقوال هي:
الأول: أنّها دفنت في بيتها و في موضع فراشها. قاله النميري في تاريخ المدينة 1: 108.
الثاني: أنّها دفنت في بيتها الذي صار الآن في المسجد، قاله ابن النجّار في الدرّة الثمينة عن ينابيع المودّة 2: 142.
الثالث: أنّ قبرها بين قبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و الحجرة، قاله الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس:
أنّه شهد دفنها، نقله في لسان الميزان 2: 83.
الرابع: أنّها دفنت في زاوية في دار عقيل ممّا يلي دار الجحشيّين، مقابل طوق بني نبيه من بني عبد الدار، قاله النميري في تاريخ المدينة 1: 105.
الخامس: أنّها دفنت في البقيع، و يستدلّ له بقول الإمام الحسن (عليه السّلام) في وصيّته لأخيه الإمام الحسين (عليه السّلام): «فإن منعوك فادفنّي في البقيع عند أمّي فاطمة» نقله الزرنديّ الحنفي في درر السمطين: 204، و يحتمل أنّه (عليه السّلام) أراد بأمّه: جدّته فاطمة بنت اسد.
و المشهور عند الإمامية: أنّها دفنت في بيتها الذي صار اليوم في المسجد النبوي الشريف، أو دفنت بين القبر و المنبر، لقوله (صلّى اللّه عليه و آله): «بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة».
و أمّا القول بدفنها في البقيع، فقد استبعده جدّا الشيخ الطوسي و ابن سعيد الحلّي و ابن إدريس و الفاضل في التحرير و صاحب الجواهر و غيرهم. راجع المبسوط 1: 386، التهذيب 6: 9، جواهر الكلام 20: 86.
نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي جلد : 1 صفحه : 146