نعم؛ لو كان في البين مناسبة حكم و موضوع يستفاد منها المفهوم، فهي أمر آخر لا ربط له بظهور القضيّة، كما أنّه ربّما يكون في بعض المقامات العرف يحكم به.
و بالجملة؛ فإثبات المفهوم في باب الوصف يتوقّف على الأمرين، و إلّا فلا وجه له كما لا يخفى.
مفهوم الغاية
الثالث [من المفاهيم]: مفهوم الغاية، فقد وقع الخلاف فيه أيضا و الأقوال فيه كثيرة، و الإشكال هنا من جهتين: إحداها، دخول الغاية في المغيّى و الاخرى؛ أنّ ما بعد الغاية حكمه نقيض الحكم الثابت لما قبلها، و هي الراجعة إلى المفهوم، و لكنّ الاولى خارجة عن محلّ البحث، و لكن لكلتا الجهتين ليست ضابطة كليّة، فقد يستظهر من بعض ما يدلّ على الغاية- كلفظة «حتّى»- أنّ الغاية داخلة في المغيّى لكونها غالبا لبيان الأخفى، كما في «أكلت السمكة حتّى رأسها» كما أنّه قد يستظهر المفهوم أيضا من جهة كون الغالب تعلّق الجارّ و المجرور بالجملة الفعليّة الواقعة في الكلام كما في أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ[1] فحينئذ لمّا كان ذلك يوجب تقييد الحكم على الضابطة الّتي بيّنا للمفهوم لا تقييد المفرد، فيحكم به، فلذلك قد يتصادم الظهوران حيث إنّه لازم الجهة الاولى تقييد المفرد، و كون الحرف لبيان الغاية، فتصير تحديدا للموضوع، فيكون حال الغاية حال الوصف، كما تقدّم، و لازم الثانية كونها لبيان تحديد