نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : القائمي، علي جلد : 1 صفحه : 129
الفصل الأوّل
مَرارَة الحياة
الزواج طموح بالسعادة ، يسعى الزوجان من خلال ارتباطهما معاً إلى تحقيقه على أرض الواقع ، وذلك لأنّ الحياة دون زواج معناها القلق والشعور بالوحدة والحرمان .
فالحياة المشتركة في ظلال الزواج توفر شعوراً عميقاً بالاستقرار ، غير أنّ الاختلاف في وجهات النظر بين الزوجين وسعي أحدهما أو كلاهما إلى فرض نفسه ومحاولة السيطرة على الآخر ، يؤدي إلى فشل هذه المؤسسة ، ومن ثمّ انتفاء الثمار المتوخاة من ورائها .
إنّ فشل الزواج لا يعني فشل مشروع اجتماعي فحسب ، بل يؤدي إلى إخفاق إنساني أيضاً ، يحوّل الرجل والمرأة إلى مجرد هيكلين ميتين تحركهما أمواج الحياة . ربّما يعيش الزوجان في أيامهما الأولى مشاعر السعادة ؛ ذلك لأنّهما ما يزالان يعيشان رُؤاهما وأحلامهما . ولكن ، وبعد أن تمر الأيام وبسبب تصادمهما لسبب أو آخر ، تظهر بعض الإنحرافات وتتحول تلك الجنة الصغيرة إلى جحيم لا يطاق .
وعندما يكون الإنسان جاهلاً فإنّ بإمكأنّه أن يحوّل جو الأسرة الهادئ إلى مسرح رهيب مليء بالمرارة واليأس ، يفقد الإنسان خلالها إقباله على الحياة ، بل وحتّى ميله للطعام ، ويحوّل المنزل إلى مكان يضم أناساً غرباء ، منسحبين على أنفسهم ، يعالجون أحزانهم ويعيشون معاناتهم .
نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : القائمي، علي جلد : 1 صفحه : 129