أثر للشيعة، و أفتوا بإبطال إقامة الجمعة في الأزهر [1] و لبثت إقامة الجمعة معطلة. فيه نحو مائة عام، و ذلك من عام 567- 665 ه.
و في عهد الدولة الأيوبية أنشئت عدة مدارس تنافس الأزهر في رسالته العلمية، فبنى صلاح الدين مدرسة للشافعية بجوار مسجد عمرو، و مدرسة أخرى للمالكية و عرفت باسم «دار الغزل» ثم عرفت بالمدرسة القمحية، ثم بنى مدرسة ثالثة للفقهاء الحنفية أطلق عليها اسم «المدرسة السيوفية»، كما بنى مدرستين أخريين لفقهاء المذهب الشافعي خاصة، و هو المذهب الذي كان عليه أكثر أفراد البيت الأيوبي نفسه، و كانت مدرسة منها بجوار الإمام الشافعي و الأخرى بجوار المشهد الحسيني ..
و يحصى المقريزي المدارس التي بنيت في القاهرة وحدها بثماني عشرة مدرسة [2].
و قد بنيت في القاهرة و الفسطاط معا نحو خمسة و عشرين مدرسة:
منها المدرسة الكاملية و تسمى دار الحديث، و قد أنشأها الملك الكامل عام 621 ه و كملت عمارتها سنة 622 ه، و تولى مشيختها أبو الخطاب عمر بن دحية ثم أخوه أبو عمرو عثمان بن دحية [3]، و من مشايخها أيضا القسطلاني الشافعي و ابن دقيق العيد.
و من هذه المدارس المدرسة الصالحية و قد بناها الملك الصالح عام 639 ه و هي أربع مدارس للمذاهب الأربعة، و كانت من أجل مدارس القاهرة [4].
[1] أصدر قاضي القضاة الشافعي صدر الدين عبد الملك بن درباس فتوى بأنه لا يجوز إقامة الجمعة في بلد واحد في مكانين فأبطل إقامتها بالأزهر و أقرها بالجامع الحاكمي