responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزهر في ألف عام نویسنده : الخفاجي، محمد عبد المنعم    جلد : 1  صفحه : 340

الإقليم الذي نشأت فيه، و إلى الأمل الذي تنتسب إليه» ... «أما شخصيتها المعنوية فهي ترجع إلى روابطها القلبية و العقلية و الشعورية، و على قدر ما يكون لها من التأثر بتلك الروابط المتفاعلة و الحرص عليها و على معارفها التي تكونها، و على الإيمان بمصدر تلك المعارف ... يكون لها بين الأمم من آثار الوجود المعنوي».

و كتب عن الصلاة في فصل من فصول «الإسلام عقيدة و شريعة»، فقال عنها: «إنها العنصر الثاني من عناصر الشخصية الإيمانية».

و على هذه الوتيرة كانت كلمة «الشخصية» تتردد في أحاديثه للدلالة على قوام كل «وجود» حتى يتميز به عقل الإنسان و ضميره في حياته الروحية، و هي لمحة من لمحات التعبير الباطني تدل على معناها و تدل مع هذا المعنى على مقدار شعوره بكرامة الشخصية و اقترانها بحق الإنسان و واجبه و بالتبعة التي تناط بها الحقوق و الواجبات، و تقرر له موقفه من الشخصيات الإنسانية الأخرى في إبداء الرأي و الاضطلاع بأعباء الدعوة و الإقناع.

هذه واحدة من خصال العقل المجتهد، بل هي أولى تلك الخصال في كل ترتيب لكفايات المجتهدين. من كان له رأي و علم و لم يكن له نصيبه الأوفي من هذه الخصلة فلا سبيل له إلى الاجتهاد، لأنه يلقى العائق الأول عن أداء وظيفة الاجتهاد من قبل نفسه، و يحجم عن العمل في سبيله قبل أن يصده غيره عن تلك السبيل.

و تلك هي الخصلة التي توافرت للأئمة الأسبقين من أصحاب الرأي و القياس في الشريعة، و بفضل الثقة التي كانت تملأ نفوسهم، من هذه الخصلة كانوا يقولون لمن يستكثر عليهم التعقيب على أهل العلم من الصحابة و التابعين: إنهم رجال و نحن رجال.

و إذا اجتمع الاجتهاد في كلمات معدودات صح أن يقال إنه هو القدرة على الرجوع إلى روح القرآن الكريم، أو أنه بعبارة أخرى تفسير

نام کتاب : الأزهر في ألف عام نویسنده : الخفاجي، محمد عبد المنعم    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست