علم من أعلام الفكر الإسلامي المعاصر، و شخصية نادرة من أشهر الشخصيات الإسلامية في القرن العشرين. و رجل غريب بين زملائه و أقرانه في العصر الذي عاش فيه، و زعيم روحي ألقيت إليه مقاليد الأزهر فترة طويلة.
ذلكم هو الشيخ محمد مصطفى المراغى، تلميذ محمد عبده، و العالم الأزهري الواسع الأفق، العميق الثقافة، و قاضي القضاة المصري في السودان، و رئيس المحكمة العليا الشرعية، و شيخ الأزهر من عام 1928 إلى عام 1929 م ثم من عام 1935 حتى عام 1945 م (1364 ه) حيث وافاه أجله المحتوم.
كان المراغى مثالا نادرا في الاعتزاز بالنفس، و الشعور بالكرامة، و الإيمان بالإصلاح، و في عهد توليه مشيخة الأزهر وضع أساسا قويا لصرح الأزهر العلمي برعايته لأقسام الدراسات العليا فيه، و تشجيعه لطلابها و خريجيها، و إشرافه على مواسمها العلمية، و مناقشته لرسائلها. و كان الشيخ المراغى ذا قوة فكرية قوية عن الثقافة الحديثة، و رغبة حافزة في صبغ الأزهر بصبغتها. و قد عمل على إخراج جيل جديد من العلماء المثقفين بشتى الثقافات، و نجح في ذلك إلى حد بعيد، و كانت صلات المراغى بأقطاب المجتمع و السياسة و الفكر و الأدب في عهده عونا له على بلوغ آماله في إصلاح الأزهر، و قد جاهد جهادا حثيثا للنهوض بهذه الجامعة