responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزهر في ألف عام نویسنده : الخفاجي، محمد عبد المنعم    جلد : 1  صفحه : 21

إمرته مائة ألف مقاتل مزودين بالآلات الحربية، و بالمال الكثير.

جوهر الصقلي فاتح مصر:

ولد جوهر بجزيرة صقلية نحو عام 300 ه، و مع أنه رومي الأصل إلا أنه نشأ في صقلية نشأة إسلامية خالصة، فقد دخل الإسلام جزيرة صقلية سنة 212 ه، و يرجح المؤرخون ان أباه كان مسلما [1].

و اتصل جوهر ببلاط المعز، و يبدو أنه كان في حاشيته العسكرية، و قد قربه الخليفة الفاطمي، لما توسمه فيه من الإخلاص للدين، و لمواهبه الفذة و ثقافته الواسعة، و ظل يتدرج في سلك المناصب في دولة المعز، حتى اتخذه المعز كاتبا له عام 341 ه- 953 م، و هي السنة التي ولى المعز فيها الخلافة، ثم رقاه إلى منصب الوزارة سنة 347 ه، و ولاه قيادة جيش كثيف لتوسيع ملك المعز في شمالي إفريقية، و قد انتصر جوهر، و توغل في فتوحه حتى وصل إلى شاطى‌ء المحيط الأطلسي.

و لما فكر المعز في فتح مصر أسند لجوهر قيادة الجيش الفاتح، و لما رحل جوهر من القيروان إلى مصر في يوم السبت 14 ربيع الثاني عام 358 ه- فبراير 969 م، خرج الخليفة لتوديعه بنفسه، و قال: و اللّه لو خرج جوهر وحده لفتح مصر و ليدخلن إلى مصر بالأردية من غير حرب، و لينزلن في خرابات ابن طولون، و يبني مدينة تقهر الدنيا، و انشد ابن هاني الأندلسي المعزّ قصيدته:

رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع‌* * * و قد راعني يوم من الحشر أروع‌

غداة كأن الأفق سد بمثله‌* * * فعاد غروب الشمس من حيث تطلع‌

فلم أدر إذ ودعت كيف أودع‌* * * و لم أدر إذ شيعت كيف أشيع‌

ألا إن هذا حشد من لم يذق له‌* * * غرار الكرى جفن و لا بات يهجع‌

إذا حل في أرض بناها مدائنا* * * و إن سار من أرض غدت و هي بلقع‌


[1] تاريخ جوهر الصقلي لعلي إبراهيم حسن ط 1933.

نام کتاب : الأزهر في ألف عام نویسنده : الخفاجي، محمد عبد المنعم    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست