الفصل الأول القوّة الشعبيّة بعد الحملة الفرنسيّة ممثلة في الأزهر
بعد خروج الفرنسيين من مصر تنازعت الوطن أياد قوية؛ كل يد تعمل على الاستئثار بحكم مصر، و كان من هؤلاء الطامعين في العرش طامح من رعايا خلافة تركيا هو محمد علي القوللي رئيس إحدى الفرق العسكرية التي أرسلتها تركيا إلى مصر لطرد الفرنسيين منها.
و تودد محمد علي إلى شعب مصر و الى علماء الأزهر الشريف، و دس أعوانه في وسط الشعب لينادي به حاكما على مصر، و استجاب علماء الأزهر لرغبة الشعب، ورأوا في تولية مثل محمد على حكم مصر دفعا لأخطار الحكام الأتراك المتغطرسين، فتوجهوا و على رأسهم شيخ الإسلام الشيخ عبد اللّه الشرقاوي شيخ الجامع الأزهر، و الشيخ محمد المهدي المفتي، و الشيخ محمد الأمير من كبار العلماء، و الشيخ سليمان الفيومي، و السيد عمر مكرم نقيب الإشراف، و السيد محمد السادات شيخ مشايخ الطرق الصوفية، و الشيخ العريشي القاضي، و غيرهم من الشيوخ و العلماء، إلى قصر محمد علي و أفضوا إليه برغبتهم في المناداة به واليا على مصر لإجماع الشعب على ذلك، و خرج العلماء من عنده إلى الجامع الأزهر لرسم الخطة و متابعة الحوادث. غير أن الانتظار لم يطل، فما كاد يعلن نبأ تولية «محمد علي» ولاية «جدة» و استعداده للرحيل، حتى خرج أهل القاهرة عن حد الاحتمال فالتفوا حول شيوخ الأزهر، و طالبوا بوضع حد لسوء الحال، و انتهوا إلى المطالبة بعزل الوالي، و المناداة بمحمد علي