responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأحكام الفقهية نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 225

الفصل الأول: في حقيقتهما وشروط وجوبهم

يجب على المؤمن بالنسبة للمعروف والمنكر موقفان مترتبان طبعاً:

الأول: الموقف النفسي، وهو الاُنس بالمعروف والانسجام معه والانزعاج من المنكر والرفض له نفسي. وهو المراد بإنكار المنكر بالقلب. وهو واجب على كل أحد، ولا يتوقف وجوبه على شيء إلا العلم بالمعروف والمنكر، حيث لا يحتاج إلى مؤنة بعد ذلك، ومن ثَم كان من لوازم كمال الإيمان التي لا تفارقه، بل هو روح الإيمان بالدين وجوهره. ويترتب عليه أن المؤمن إن صدرت منه الحسنة سرّته وأنس به، وإن صدرت منه السيئة ساءته وندم عليها وأنب نفسه، وعلى هذا ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) قولهم: "من سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن". وكذا إذا صدرت الحسنة من غيره فهو يأنس بها ويبارك له، وإن صدرت السيئة من غيره أنكرها في نفسه وأنكر عمله، وعلى هذا ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: "إنما يجمع الناس الرضا والسخط، فمن رضي أمراً فقد دخل فيه ومن سخطه فقد خرج منه". واللازم على المؤمن شدة الاهتمام بهذه الجهة والحذر من التفريط فيه، فإن كثرة وقوع المعاصي واُلفتها والتعوّد عليها قد توجب خفّة الاستياء منها والغضب له، حتى يغفل المؤمن عن قبحها ويأنس بها تدريج، كما أن قلة المعروف وندرته قد توجب إنكاره والنفرة منه، فيصير المعروف منكراً والمنكر معروفاً كما تقدم في الحديث الشريف.

نام کتاب : الأحكام الفقهية نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست