نام کتاب : الاجتهاد والتقليد نویسنده : الصدر، السيد رضا جلد : 1 صفحه : 40
كيف يقام عليه الحد؟» قال: إنّما أنا رجل عالم بمباعث الأنبياء.
قال الإمام: «فأخبرني عن قول الله تعالى لموسى و هارون حين بعثهما إلى فرعون: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى[1] لعلّ منك شكّ» قال: نعم.
قال: «و كذلك من الله شكّ إذ قال لعلّه؟!» قال أبو حنيفة: لأعلم لي.
قال الإمام: «تزعم أنّك تفتي بكتاب الله و لست ممّن ورثه، تزعم أنّك صاحب قياس، و أوّل من قاس إبليس، و لم يبن دين الإسلام على القياس. و تزعم أنّك صاحب رأي و كان الرأي من رسول الله صواباً، و من دونه خطأ؛ لأنّ الله تعالى قال: فاحكم بينهم بما أراك الله [2] و لم يقل ذلك لغيره.
و تزعم أنّك صاحب حدود و من أُنزلت عليه أولى بعلمها منك، و تزعم أنّك عالم بمباعث الأنبياء، و لخاتم الأنبياء أعلم بمباعثهم منك.
لولا يقال: دخل على ابن رسول الله فلم يسأله عن شيء ما سألتك عن شيء، فقس إن كنت مقيساً.
قال أبو حنيفة: ما قلت بالرأي و القياس في دين الله بعد هذا المجلس. قال الإمام (عليه السلام): «كِ، إنّ حبّ الرئاسة غير تاركك، كما لم يترك من كان قبلك» [3].
الاجتهاد و مقدّماته
و لمّا تقرّر أنّ الاجتهاد عبارة عن استخراج الحكم من الحجّة، فعلى هذا لم يكن الاجتهاد في عصر الحضور متوقّفاً على مقدّمات علميّة إذا أمكن المثول بين يدي المعصوم (عليه السلام)، و استفادة الحكم من كلامه الشريف، فإنّ ذلك هو الاجتهاد دون غيره؛ إذ الحجّة كلامه (عليه السلام).