المسألة السادسة: في أنّه هل يجب على المجتهد تجديد النظر فيما اجتهد سابقا، أم لا؟
و اختلفوا فيه على أقوال، ثالثها لزوم التجديد إن مضى من الاجتهاد الأوّل زمان ازداد فيه قوّته، و إلّا فلا؛ و رابعها لزوم التجديد إن لم يكن أدلّة المسألة حاضرة عنده عند الافتاء و الاحتياج، و إلّا فلا.
و المختار عدم لزوم تجديد النظر مطلقا، لأنّه لا أقلّ من لزوم العسر و الحرج إن قلنا باللزوم، فإنّ في زماننا قد تكثّرت الفروع و زادت الأفكار، و العمر ربما لا يفي بالاجتهاد في جميع أبواب الفقه مرّة واحدة، فضلا عن تجديد النظر.
لا يقال: يجتهد أوّلا في المسائل الضروريّة من العبادات و نحوها، و يجدّد النظر فيها.
لأنّا نقول: هذا الشخص لكونه مجتهدا، يكون معرفة جميع أبواب الفقه محتاجا إليه للافتاء و رفع المنازعات المشتبهة الواقعة بين الناس، بل ربما لا يصل يده إلى الاجتهاد في المسائل المحتاجة في يوم واحد، فضلا عن اجتهاده و تجديد النظر.
ثمّ لا يخفى أنّ الأصل في المسألة إن كنّا أصلا اشتغاليّا مع القول بلزوم التجديد