و هو وال للامّة الإسلامية و عليه ادارة الأمور و تدبيرها على اساس العدل و اعلاء كلمة الإسلام و حفظ المسلمين عن الفتور و الى غير ذلك ممّا يجوز له الحكومة العامّة.
المشاورة مع الخبراء الأتقياء:
الّا انّ الفقيه من حيث انّه ليس بمعصوم، لا بدّ له فى ادارة الأمور و الصيانة من المشاورة مع الخبراء الأتقياء و التوجه بآرائهم و انظارهم و تجاربهم و عليه ان يحترز من متابعة الهوى و مبادرة الغضب و الحرص و حبّ المقام و حبّ النفس و امثالها، و ان يخلّص نفسه للّه تعالى و يتضرّع اليه سلوك سبيل الانبياء و الائمّة (عليهم السلام)، و ان كان غيره من الفقهاء، اليق بذلك قدّمه على نفسه، و هذا كان من دأب الفقهاء العظام الصالحين، و انّ اللّه تعالى لمع المحسنين و اليه المصير.
على الفقيه تربية نفسه دائما:
و يجب على الفقيه الوالى للامّة، تربية نفسه دائما و يلزم عليه ان يبدأ بنفسه قبل غيره. قال الإمام امير المؤمنين (ع): من نصب نفسه للناس اماما فعليه ان يبدوا بتعليم نفسه قبل تعليم غيره و ليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه [1].
و قال (ع) فى عهده لمالك الاشتر: «فليكن احبّ الذخائر اليك ذخيرة العمل الصالح، فاملك هواك و شحّ بنفسك عمّا لا يحلّ لك» [2].
و قال (ع): انّ اللّه تعالى فرض على ائمّة الحق ان يقدّروا انفسهم بصفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره [3].