أشرف حملته، الّذين هم ورثة علم النّبيين و الحافظون للشريعة، و امناء الدين.
باب الاجتهاد مفتوح من زمن النّبى و الائمّة (ع):
و من يعط النظر حقّه فى تاريخ الفقه الاسلامى و مبدئه، يتّضح له انّ باب الاجتهاد كان مفتوحا فى عصر النبىّ الأعظم (ص) بين الصحابى، فضلا عن سائر الازمنة من بعده، لاتّساع الفقه الاسلامى و ضرورة الاجتهاد فى استنباط حكم الفروع المستحدثة و ربطها بالمبانى، و لا يزال معروفا فى زمن الائمّة المعصومين (عليهم السلام)، و انه بمرأى و مسمع منهم (عليهم السلام)، حسب ما هو الموجود فى الروايات من الدلائل و الشواهد، و المصرّحات كثيرا، بل الائمة (عليهم السلام) يرشدون اصحابهم الى الاجتهاد و فهم الفروع من الأصول، على ما ستعرف البيان فى ذلك فى خلال المباحث إن شاء اللّه
الاجتهاد له شرف عظيم:
و على هذا فللاجتهاد شرف عظيم فى الإسلام، و كان الاجتهاد هو الطريق الاصيل و نبع يزود الإنسان العارف بالمواقف الحقّة الالهية فى الحياة، فيشعر معه باطمينان فى القلب و وضوح فى الرؤية و انسجام تامّ مع الأحداث الواقعة الجديدة، دون ان يفقد قيادة لها. و كان مذهب اهل البيت (عليهم السلام)، قد شرّف التمسك بالاجتهاد و صيانته فى خلال التاريخ مسلسلة. و هذه نبذة من مكانة الاجتهاد، قيمة و شرفا للمجتهد الفقيه و ما اغلى هذا الثمن، لما تضمّن سعادة البشر و كرامة الإنسان و لا ثمن اغلى منه.
اهميّة الاجتهاد فى سلسلة التاريخ الإسلامى:
فالاجتهاد اهمّ موضوع فى سلسلة التاريخ فى الفقه الاسلامى من زمن الحضور الى عصر الغيبة و الى زماننا هذا و حملة العلم الاجتهادي فى الفقه الاسلامى، هم حملة التكاليف الالهى للبشر الى اقطار العالم و قد نشروا و انتشروا ما تحمّلوا من العلوم و