و فى «محاسن البرقي» قال: سئل أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) هل يسع الناس ترك المسألة عما يحتاجون إليه؟ قال: لا.
و عن أبي جعفر (ع) قال: «لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه في الدين لأوجعته ضربا».
و عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد اللّه (ع) يقول: «ليت السياط على رءوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال و الحرام».
و عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال: «تفقهوا في الحلال و الحرام، و إلا فأنتم أعراب».
و سئل أمير المؤمنين (ع) من أعلم الناس؟ قال: «من جمع علم الناس إلى علمه» انتهى.
و روى الكشي عن محمد الطيار قال: قلت لأبي عبد اللّه (ع) بلغني أنك كرهت مناظرة الناس؛ و كرهت الخصومة، فقال: «أما كلام مثلك للناس فلا نكرهه، من إذا طار أحسن أن يقع، و إذا وقع أحسن أن يطير، فمن كان هكذا فلا نكره كلامه» انتهى. و الأخبار في ذلك كثير و ما ذكرناه كاف.
(الفصل الخامس) (فيمن يجب رجوع الناس إليه فى زمان الغيبة)
اعلم: أنه قد ثبت بالنصوص القاطعة المؤيدة بالبراهين العقلية، أن اللّه جل ثناؤه لم يخلق الخلق عبثا و لم يدعهم بعد الخلق هملا، بل أعطاهم العقول ليفرقوا بها بين الحق و الباطل، و جبلهم على التوحيد، و فطرهم