responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاجتهاد و التقليد (التعليقة على معالم الأصول) نویسنده : الموسوي القزويني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 268

[اشتراط الاجتهاد بالقوّة القدسيّة]

إلّا من فاز بقوّة قدسيّة تغنيه عن ذلك (1)


بل لا يزال نتائجه المجملة حاضرة في ذهن كلّ من له عقل و شعور حتّى العوام بل النسوان و الصبيان، خصوصا جملة من الأقيسة كالقياس الاستثنائي و الشكل الأوّل من الاقتراني المدّعى كونه بديهيّ الإنتاج.

ألا ترى أنّه لو قيل: «إذا كان الغراب قد طار من الهواء فقد مات زيد» أو قيل: «كلّ عالم شريف، فزيد شريف، و هو ليس من العلماء» أو قيل: «زيد كاتب، و كلّ كاتب خليفة السلطان، فزيد خليفة السلطان» كانت الملازمة فاسدة ببداهة نظر كلّ من وصله هذا القول و كان من ذوي العقول و الشعور، كيف و امور معاش العقلاء بجميع وجوهها المختلفة و عناوينها المنضبطة لا تكاد تنتظم إلّا باستدلالاتهم المحكمة المندرجة في فطريّاتهم و أظهر جبلّياتهم.

فالخوض في الفنّ بمزاولة مسائله و ممارسة مطالبه ممّا لا يجدي إلّا في تبدّل لباس الإجمال بلباس التفصيل، و تعرّف الاصطلاحات الّتي تعين على أداء المركوز في الذهن بحسب الفطرة الأصليّة على وجه التفصيل، و هذا كما ترى ممّا ليس له كثير مدخليّة في استنتاج المطلب الّذي هو الغرض الأصلي في مقام الاستدلال، فإنّ العجز عن تحرير الدليل و التعبير عن أجزائه و مقدّماته الحاضرة في الذهن على جهة الإجمال بالألقاب المحرّرة في الصناعة- و هو أمر بين الخارج عنها و الداخل فيها- لا يخلّ بالقوّة الراسخة في النفس المقتدر بها على إعماله.

و لا ريب أنّ كلّ من له هذه القوّة فهو محصّل للشرط المذكور و لا حاجة له معها إلى تكلّف مئونة التحصيل توصّلا إلى جهة التفصيل.

نعم حيث إنّ الاجتهاد في هذه الأزمنة و الأعصار صار من الصناعات المبتنية على الجدال الّذي لا يكاد يتأتّى إلّا بالتعرّض للأقوال و القدح في أدلّتها تارة بالنقض و المعارضة و الإصلاح لها اخرى بالتأويل و المعالجة، فالحاجة ربّما تكون ماسّة بالخوض المؤدّي إلى معرفة تفاصيل اصطلاحات هذا الشرط.

(1) و هذا الاستثناء كما ترى لا يرتبط بسابقه إلّا إذا كانت المعرفة المتقدّمة مرادا بها ما يحصل بطريق الكسب، إذ لولاه لكان مفاده: أنّ الفائزين بالقوّة القدسيّة لا حاجة لهم في استدلالاتهم إلى مراعاة قوانين الإنتاج و شروطه و لو إجمالا، بل يفيد أنّهم بقوّتهم القدسيّة بريئون

نام کتاب : الاجتهاد و التقليد (التعليقة على معالم الأصول) نویسنده : الموسوي القزويني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست