الثاني: أن الذي يجب الإقرار به على كل حال والاعتقاد به من كل مكلف هو التوحيد فقط، ولو مع الغفلة عما زاد عليه، كما هو مقتضى اقتصار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة للدين على ذلك.
نعم يجب على الملتفت الاعتقاد بكمال الله تعالى المطلق، في علمه وحكمته، ولطفه، ورحمته، وعدله، وقدرته... إلى غير ذلك، لأن ذلك من ضروريات الدين، التي أكدت عليها الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة، واقتضتها المرتكزات العقلية والدينية.
ولعله إلى ذلك يرجع ما في بعض النصوص في بيان أدنى المعرفة، ففي حديث الفتح بن يزيد عن أبي الحسن (عليه السلام) : "سألته عن أدنى المعرفة. فقال: الإقرار بأنه لا إله غيره، ولا شبه له ولا نظير، وأنه قديم مثبت موجود غير فقيد، وأنه ليس كمثله شيء" [1]. وقريب منه غيره [2].