فإن المراد بالنصيحة هي الموالاة والإخلاص القلبي في مقابل الغل.
وأظهر من ذلك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : "وإنما الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه" [1].
ومن الظاهر أن ذلك لا يتناسب إلا مع تميز الإمام بمكانة عالية في الدين والكمال والخلق، ولا تتحقق بمجرد بيعة الناس، ولا بمجرد الاستيلاء على السلطة بالقوة، كما هو ظاهر. وقد كثر التعرض لذلك في كلام أهل البيت (صلوات الله عليهم).
وإذا لم يبلغ ذلك كله مرتبة الاستدلال على كون المعيار في الإمامة النص ـ بغض النظر عن شخص المنصوص عليه ـ فلا أقل من كونه مؤيداً له.
دليل عصمة الإمام
الثاني: ما يأتي في آخر هذا الفصل من الاستدلال على وجوب عصمة