و روي عن جابر قال: قال يا جابر اني كنت سمّيته أحمد ثم أشفقت عليه فسميته جعفر (عليه السّلام).
و روي عن سدير الصيرفي مثله.
و روي عن جابر الجعفي و عنبسة بن مصعب جميعا انّهما سألا أبا جعفر (عليه السّلام) عن القائم (عليه السّلام) و ضرب بيده على أبي عبد اللّه (عليه السّلام) فقال: هذا و اللّه قائم آل محمّد بعدي.
و روي عن فضيل بن يسار قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السّلام) فأقبل أبو عبد اللّه (عليه السّلام) فقال:
هذا خير البرية بعدي.
جعفر الصادق (عليه السّلام)
قال عنبسة: فلما قبض أبو جعفر (عليه السّلام) دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السّلام) فأخبرته بذلك فقال: لعلّكم ترون ان ليس كلّ امام منا هو القائم بأمر اللّه بعد الامام الذي قبله. هذا اسم لجميعهم.
فلما أفضى أمر اللّه جلّ و عزّ إليه، جمع الشيعة و قام خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه و ذكّرهم بأيّام اللّه ثم قال: ان اللّه أوضح أئمة الهدى من أهل بيت نبيّه (صلّى اللّه عليه و آله) عن دينه و أبلج بهم عن سبيل منهاجه، و فتح بهم عن باطن شاسع علمه، فمن عرف واجب حقّ إمامه وجد طعم حلاوة ايمانه، و علم فضل طلاوة اسلامه، لأنّ اللّه نصب الامام علما لخلقه، و جعله حجّة على أهل عالمه، و ألبسه تاج الوقار، يمدّ بسبب من السماء لا ينقطع عند موته و لا ينال ما عند اللّه إلّا بمعرفته، فهو عالم بما يرد عليه من ملبسات الدعاء، و مغيبات السماء، و مشبهات الفتن، ثم لم يزل اللّه يختارهم لخلقه من ولد الحسين بن علي من عقب كلّ إمام اماما، يصطنعهم لذلك و يجتبيهم و يرضاهم لخلقه، و يختارهم علما بيّنا، و هاديا منيرا، و حجة عالما ... أئمة من اللّه عز و جل، يهدون بالحق و به يعدلون ..
حجج اللّه، و دعاته على خلقه، و مفاتيح الكلام، و دعائم الاسلام .. يدين بهديهم العباد.
و يستهل بنورهم البلاد. جعلهم اللّه حياة للأنام، و مصابيح الظلام. جرت بذلك فيهم مقادير