ظننت انّه زمرّد فيه كتاب أبيض يشبه نور الشمس فقلت: بأبي أنت و أمي ما هذا اللوح؟
فقالت: لوح أهداه اللّه الى نبيّه (صلّى اللّه عليه و آله) فيه اسمه و اسم ابن عمّه أمير المؤمنين و اسماء ابنيّ الحسن و الحسين و أسماء الأوصياء من ولد الحسين (عليهم السّلام) فأعطانيه يبشّرنا به و يأمرني بحفظه و خزنه.
ثم دفعته إليّ و قرأته و استنسخته فكانت نسخته:
بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا كتاب من اللّه العزيز العليم لمحمّد نبيّه و نوره و سفيره و حجابه و دليله نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين. عظّم يا محمد أسمائي و اشكر نعمائي فاني أنا اللّه لا إله إلّا أنا قاصم الجبابرة و مديل المظلومين و ديّان الدين.
فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذّبته عذابا أليما لا أعذّبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد و عليّ فتوكل اني لم أبعث نبيّا فأكملت أيامه و انقضت مدّته إلّا جعلت له وصيّا و اني فضلتك على الأنبياء و فضّلت وصيّك عليّا على الأوصياء و أكرمتك بسبطيك حسن و حسين و جعلت حسنا معدن علمي و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة و هو أفضل من استشهد و أرفعهم درجة و جعلت كلمتي التامة معه و حجتي البالغة عنده بعترته أثيب و أعاقب؛ أوّلهم: علي سيّد العابدين و زين أوليائي الماضين. و ابنه شبيه جدّه المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمتي.
و سيهلك المرتابون في جعفر الرادّ عليه كالرادّ على حق القول مني، لأكرمن مثوى جعفر و لأسرنّه في أنصاره و أشياعه و أوليائه تنتج بعده فتنة عمياء حندس لأن فرضي لا ينقطع و حجتي لا تخفى و أوليائي لا يشقون. ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي و من غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ. فويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى حبيبي و خيرتي. ان المكذّب لعليّ وليّي و ناصري مكذّب لكلّ أوليائي. يقتله عفريت مستكبر. يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح الى جنب شرّ خلقي. حق القول مني لأقرّن عينه بمحمّد ابنه و خليفته من بعده و وارث علمه فهو معدن علمي و موضع سرّي و حجتي على خلقي، جعلت الجنّة مأواه و شفعته في سبعين من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار. و أختم بالسعادة لابنه علي وليّي و ناصري و الشاهد في خلقي