قام أمير المؤمنين (عليه السّلام)، مقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
روي عن سيّدنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) انّه قال: كنت أنا و علي نورا في جبهة آدم (عليه السّلام) فانتقلنا من الأصلاب الطاهرة الى الأرحام المطهّرة الزاكية حتى صرنا في صلب عبد المطلب فانقسم النور قسمين فصار قسم في عبد اللّه و قسم في أبي طالب فخرجت من عبد اللّه و خرج علي من أبي طالب و هو قول اللّه جل و عز «الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً».
و روي ان فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين (عليه السّلام) كانت في الليلة التي ولدت فيها آمنة بنت وهب أم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حاضرة عندها و انها رأت مثل الذي رأته آمنة، فلما كان الصبح انصرف أبو طالب من الطواف فاستقبلته فقالت له: لقد رأيت الليل عجبا، قال لها و ما رأيت؟ قالت: ولدت آمنة بنت وهب مولودا أضاءت له الدّنيا بين السماء و الأرض نورا حتى مددت عيني فرأيت سعفات هجر، فقال لها أبو طالب انظري سبتا فستأتين بمثله. فولدت أمير المؤمنين (عليه السّلام) بعد ثلاثين سنة و روي ان السبت ثلاثون سنة و روي انّه ثمان و عشرون سنة.
و روي ان فاطمة بنت أسد لما حملت بأمير المؤمنين (عليه السّلام) كانت تطوف بالبيت فجاءها المخاض و هي في الطواف فلما اشتد بها دخلت الكعبة فولدته في جوف البيت على مثال ولادة آمنة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ما ولد في الكعبة قبله و لا بعده غيره.