responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 497


28 - ومن كتاب له عليه السّلام إلى معاوية جوابا ، وهو من محاسن الكتب أمّا بعد ، فقد أتاتى كتابك تذكر فيه اصطفاء اللَّه محمّدا صلَّى اللَّه عليه وآله لدينه ، وتأييده إيّاه بمن أيّده من أصحابه ، فلقد خّبأ لنا الدّهر منك عجبا إذ طفقت تخبرنا ببلاء اللَّه تعالى عندنا ، ونعمته علينا فى نبيّنا ، فكنت فى ذلك كناقل التّمر إلى هجر ، أو داعى مسدّده إلى النّضال ، وزعمت أنّ أفضل النّاس فى الاسلام فلان وفلان فذكرت أمرا إن تمّ اعتزلك كلَّه ، وإن نقص لم يلحقك ثلمه ، وما أنت والفاضل والمفضول ، والسّائس والمسوس ، وما للطَّلقاء وأبناء الطَّلقاء ، والتّمييز بين المهاجرين الأوّلين ، وترتيب درجاتهم ، وتعريف طبقاتهم هيهات لقد حنّ قدح ليس منها ، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها ، ألا تربع ، أيّها الانسان على ظلعك ، وتعرف قصور ذرعك ، وتتأخّر حيث أخّرك القدر فما عليك غلبة المغلوب ولا ظفر الظَّافر وإنّك لذهّاب فى التّيه ، روّاغ عن القصد ، ألا ترى - غير مخبر لك ، ولكن بنعمة اللَّه أحدّث - أنّ قوما استشهدوا فى سبيل اللَّه من المهاجرين ، ولكلّ فضل حتّى إذا استشهد شهيدنا قيل « سيّد الشّهداء » وخصّه رسول اللَّه ، صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه أولا ترى أنّ قوما قطعت أيديهم فى سبيل اللَّه ولكلّ فضل حتّى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم قيل : « الطَّيّار فى الجنّة ، وذو الجناحين » ولو لا ما نهى اللَّه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمّة ، تعرفها قلوب المؤمنين ، ولا تمجّها آذان السّامعين . فدع عنك من مالت به الرّميّة ، فإنّا صنائع ربّنا ، والنّاس بعد صنائع لنا ، لم يمنعنا قديم عزّنا ، ولا عادىّ طولنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا فنكحنا وأنكحنا فعل الأكفاء ، ولستم هناك وأنّى يكون ذلك كذلك ، ومنّا النّبىّ ومنكم المكذّب ومنّا أسد اللَّه ، ومنكم أسد الأحلاف ، ومنّا سيّدا شباب أهل الجنّة ، ومنكم صبية النّار ، ومنّا خير نساء العالمين ، ومنكم حمّالة الحطب فى كثير ممّا لنا وعليكم فإسلامنا قد سمع ، وجاهليّتنا لا تدفع ، وكتاب اللَّه يجمع لنا ما شذّ عنّا وهو قوله : * ( ( والَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وهاجَرُوا وجاهَدُوا ) ) * [1]



[1] سورة الاحزاب - 6 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست