نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 485
وأميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل ، فو الَّذى فلق الحبّة ، وبرأ النّسمة ، ما أسلموا ، ولكن استسلموا ، وأسرّوا الكفر ، فلمّا وجدوا أعوانا عليه أظهروه اقول : الفصل من كلام له عليه السلام بصفين . وقوله : لا تشتّدنّ ، الى قوله حملة ، اى : اذا اتّفق لكم ان فررتم مرة ثم عقبتموها بكرّة فلا تشتّدنّ عليكم الفرّة فتستحيوا منها ، فان الكرّة كالماحية لها ، وفيه تنبيه على الامر بالكرّة بعد الفرة . وكذلك قوله : ولا جولة : وهى الدورة بعدها حملة . واذمروا اى : حثوّا . والدّعسىّ : ذو الاثر والنكاية فى العلم . والدّعس : الاثر . والطَّلحفىّ بكسر الطاء وفتح اللام الشّديد . والنسمة : الانسان . 17 - ومن كتاب له عليه السّلام إلى معاوية ، جوابا عن كتاب منه إليه [1] فأمّا طلبك إلىّ الشّام ، فإنّى لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك أمس ، وأمّا قولك « إنّ الحرب قد أكلت العرب إلَّا حشاشات أنفس بقيت » ألا ومن أكله الحقّ فإلى الجنّة ، ومن أكله الباطل فإلى النّار . وأمّا استواؤنا فى الحرب والرّجال فلست بأمضى على الشّكّ منّى على اليقين ، وليس أهل الشّام بأحرص على الدّنيا من أهل العراق على الآخرة . وأمّا قولك « إنّا بنو عبد مناف » فكذلك نحن ، ولكن ليس أميّة كهاشم ، ولا حرب كعبد المطَّلب ، ولا أبو سفيان كأبى طالب ، ولا المهاجر كالطَّليق ، ولا الصّريح كاللَّصيق ، ولا المحقّ كالمبطل ، ولا المؤمن كالمدغل ، ولبئس الخلف خلفا يتبع سلفا هوى فى نار جهنّم . وفى أيدينا بعد فضل النّبوّة الَّتى أذللنا بها العزيز ، ونعشنا بها الذّليل . ولمّا أدخل اللَّه العرب فى دينه أفواجا ، وأسلمت له هذه الأمّة طوعا وكرها كنتم ممّن دخل فى الدّين إمّا رغبة وإمّا رهبة على حين فاز أهل السّبق بسبقهم ، وذهب المهاجرون الأوّلون بفضلهم فلا تجعلنّ للشّيطان فيك نصيبا ، ولا على نفسك سبيلا .