responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 469


اقول : استيداء : شكره طلب ادائه على نعمه ، وأمره سلطانه فى الارض الذى كان فيمن سلف من اهل طاعته . والمضمار : الموضع والزمان يضمر فيه الخيل للسباق ، واستعار لفظه لمدّة الحياة الدنيا باعتبار استعدادهم فيها بتقوى اللَّه لغاية السبق اليه ، وغاية ذلك الامهال ان يتنازعوا سبقه والسبق والسبقة : ما تسبق اليه من خطر . والضمير فى سبقة ، للمضمار اذ غايته ذلك ، وسبقه هو الجنة واراد بالتنازع : ما يعرض للسالكين من حرص كل امرئ منهم على ان يكون هو الأكمل فى طاعة اللَّه الفائز بقصب السبق اليه ، وشدّ عقد المآزر : كناية عن التشمير والجدّ فى الطاعة ، وطيّهم لفضول الخواصر : كناية عن تقليل المآكل والمشارب . والاقتصار على الاقتصاد فى متاع الدنيا . وقوله : لا تجتمع عزيمة ووليمة ما انقض النوم لعزائم اليوم مثل ، واصله ، انّ الانسان يعزم فى النهار على المسير بالليل لتقريب المنزل ، فاذا جاء الليل نام الى الصباح فينتقض بذلك عزمه ، فضربه مثلا لمن يعزم على تحصيل معالى الامور ثم يلزم الأناة فى ذلك ، واراد انّ حبكم للدعة والراحة من مشقة الجهاد : ينتقض بما تعزمون على تحصيله من السعادة فى الدنيا والآخرة . وكذلك قوله : وامحى الظلم لتذاكير الهمم واصله انّ الرجل تبعثه همّته فى مطالبه على المسير بالليل ، فاذا جن الظلام ادركه الكسل وغلبه حبّ النوم على ذكر مطالبه وصرفه عنها ، فضرب مثلا لمن يدعوه الداعى الى امر ويهتمّ به ، ثم يعرض له ادنى صارف فيصرفه عنه وهو كالَّذى قبله .
وباللَّه التوفيق .
238 - ومن كلام له عليه السّلام اقتص فيه ذكر ما كان منه بعد هجرة النبي صلى اللَّه عليه وآله ، ثم لحاقه به : فجعلت أتّبع مأخذ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فأطأ ذكره حتّى انتهيت إلى العرج ( فى كلام طويل ) قال الشريف : قوله عليه السلام « فأطأ ذكره » من الكلام الذى رمى به إلى غايتى الإيجاز والفصاحة ، أراد إنى كنت أعطى خبره ، صلى اللَّه عليه وآله وسلم من بدء خروجى إلى أن انتهيت إلى الموضع ، فكنى عن ذلك بهذه الكناية العجيبة .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست