responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 45


مقدمة المؤلف بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحيم سبحان من حسرت أبصار البصائر عن كنه معرفته ، وقصرت ألس البلغاء عن اداء مدحته ، وكيفيّة صفته وشهدت مع ذلك بداية العقول بربوبيّته ، وجلال الوهيته ، واقرّت كثرة ما عداه باحديّته ووحدانيّته ، واعترفت حاجتها اليه ، بغنائه وواجبيّته ، ونطقت انواع مخلوقاته بعلوّ شأنه ، وتمام قدرته ، ونبّهت بدائع مصنوعاته على كمال علمه ، وبلاغ حكمته ، واشارت بحدوثها الى قدمه ، ووجوب أزليّته ، سبحانه جليلا عن احاطة الزمان ، عليّا عن الكون والمكان ، متقدسا عن الشّبيه والنظير ، متنزّها عن المعين والظَّهير ، فسبحانه من عظيم لا ينبغي التسبيح الَّا لمجده ، تسبّح له السموات السبع والأرض ومن فيهن * ( « تُسَبِّحُ لَه السَّماواتُ السَّبْعُ والأَرْضُ و » ) * [1] ، اسبّحه تسبيحا يليق بجلاله ، وقدسه ، أحمده حمدا كما هو اهله ، وكما اثنى على نفسه ، واشهد ان لا اله الَّا اللَّه وحده لا شريك له ، شهادة مويّدة بالبرهان ، مؤكَّدة لحقيقة [2] الايمان ، واشهد انّ محمدا عبده المصطفى من نوع الانسان ، المبعوث الى الأسود ، والاحمر ، باشرف الأديان ، صلَّى اللَّه عليه ، وعلى آله البررة الكرام ، مصابيح الظَّلام ، وينابيع الاحكام ، وعلى أصحابه أفضل الصلاة ، وسلَّم عليهم اكمل السلام .
وبعد : فلمّا كان من تمام نعم الله علىّ ، وكمال احسانه الىّ ، اتّصالى بخدمة حضرة من تجلَّت بنجوم كرمه وجوه المكارم ، وتحلَّت بعقود نعمه صدور المراحم ، وتزيّنت بذكره فروع المنابر ، وأشرقت بجوده سماء المآثر ، ذى المناقب والمحامد



[1] سورة الاسراء - 44 .
[2] في نسخة ش : بحقيقة .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست