responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 446


انّ من مات منهم على فراشه مع معرفته بحق اللَّه ، وحق رسوله ، واهل بيته ، والاعتراف بكونهم أئمه الحق ، والاقتداء بهم ، لحق بدرجة الشهداء ، ووقع اجره على اللَّه بذلك ، وقام صبره على المكاره ونيته انّه من انصار الحق واهله مقام جهاده بسيفه فى استحقاق الأجر . وقوله : فانّ لكل شيء مدّة وأجلا : تنبيه على انّ لجهادهم وقتا يجب فيه ، ولعدّوهم مدّة ودولة لا يجوز لهم القيام فيها مع غير امام حق . هذا هو المتبادر الى الفهم من الكلام واللَّه اعلم .
232 - ومن خطبة له عليه السّلام الحمد للَّه الفاشى حمده ، والغالب جنده ، والمتعالى جدّه ، أحمده على نعمه التّؤام ، وآلائه العظام ، الَّذى عظم حلمه فعفا ، وعدل فى كلّ ما قضى ، وعلم ما يمضى وما مضى ، مبتدع الخلائق بعلمه ، ومنشئهم بحكمه بلا اقتداء ولا تعليم ، ولا احتذاء لمثال صانع حكيم ، ولا إصابة خطا ، ولا حضرة ملا . وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ابتعثه والنّاس يضربون فى غمرة ، ويموجون فى حيرة . قد قادتهم أزمّة الحين ، واستغلقت على أفئدتهم أقفال الرّين . أوصيكم - عباد اللَّه - بتقوى اللَّه فإنّها حقّ اللَّه عليكم ، والموجبة على اللَّه حقّكم ، وأن تستعينوا عليها باللَّه وتستعينوا بها على اللَّه ، فإنّ التّقوى فى اليوم الحرز والجنّة ، وفى غد الطَّريق إلى الجنّة : مسلكها واضح ، وسالكها رابح ، ومستودعها حافظ ، لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين والغابرين لحاجتهم إليها غدا إذا أعاد اللَّه ما أبدى . وأخذ ما أعطى . وسأل عمّا أسدى . فما أقلّ من قبلها وحملها حقّ حملها : أولئك الأقلَّون عددا . وهم أهل صفة اللَّه - سبحانه - إذ يقول : * ( ( يَعْمَلُونَ لَه ما يَشاءُ مِنْ ) ) * [1] . فأهطعوا بأسماعكم إليها ، واكظوا بجدّكم عليها ، واعتاضوها من كلّ سلف خلفا ، ومن كلّ مخالف موافقا ، أيقظوا بها نومكم ، واقطعوا بها يومكم ، وأشعروها قلوبكم ، وارحضوا بها ذنوبكم . وداووا بها الأسقام ، وبادروا بها الحمام ، واعتبروا بمن أضاعها ، ولا يعتبرنّ بكم من أطاعها . ألا وصونوها وتصوّنوا بها . وكونوا عن الدّنيا نزّاها ، وإلى الآخرة ولَّاها ،



[1] سورة سبأ - 13 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست