responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 419


أهل محلَّة موحشين ، وأهل فراغ متشاغلين ، لا يستأنسون بالأوطان ، ولا يتواصلون تواصل الجيران ، على ما بينهم من قرب الجوار ، ودنوّ الدّار ، وكيف يكون بينهم تزاور وقد طحنهم بكلكله البلى ، وأكلتهم الجنادل والثّرى وكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه ، وارتهنكم ذلك المضجع ، وضمّكم ذلك المستودع ، فكيف بكم لو تناهت بكم الأمور ، وبعثرت القبور * ( ( هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ ورُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ، وضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ ) ) * [1] .
اقول : حاصل الفصل النفير عن الدنيا بذكر معايبها . والجذب بذلك الى استعمالها على الوجه المطلوب للَّه من وجودها . ولفظ الغدر : مستعار لزينتها الظاهرة المستعقبة للهلاك فى الآخرة . والتارّة : المرة . والمستهدفة اى : جعلت هدفا وهو الغرض . وابعد آثارا ، اى : أبعد ان ينال او يقدر على مثلها لعظمتها . وركود رياحهم : كناية عن سبكون احوالهم وخمول ذكرهم . والنمارق : جمع نمرق ، ونمرقة ، وهى وسادة صغيرة . والواو : فى وساكنها يشبه ان يكون للحال . والكلكل : الصدر وهو مستعار . والبعثرة : النبش والتفريق . وتبلو : تختبر .
216 - ومن دعاء له عليه السّلام اللَّهمّ إنّك آنس الآنسين لأوليائك ، وأحضرهم بالكفاية للمتوكَّلين عليك ، تشاهدهم فى سرائرهم ، وتطَّلع عليهم فى ضمائرهم ، وتعلم مبلغ بصائرهم ، فأسرارهم لك مكشوفة ، وقلوبهم إليك ملهوفة ، إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك ، وإن صبّت عليهم المصائب لجئوا إلى الاستجارة بك علما بأنّ أزمّة الأمور بيدك ، ومصادرها عن قضائك . اللَّهمّ إن فههت عن مسألتى ، أو عميت عن طلبتى ، فدلَّنى على مصالحى ، وخذ بقلبى إلى مراشدى ، فليس ذلك بنكر من هداياتك ، ولا ببدع من كفاياتك . اللَّهمّ احملنى على عفوك ، ولا تحملنى على عدلك .



[1] سورة يونس - 30 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست