responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 413


عبوس . والاهدام : جمع هدم وهو الثوب البالى . وتكأدنا : شق علينا . وتهكمت : تهدّمت .
والاشجان الاحزان . وغضارة العيش : طيبه . ووطىء الدهر به حسكه كالمثل يضرب لمن يقع فى الشدائد . والبث : الهم ، وآنس : حال وما : بمعنى المدّة . وبصحته : متعلق بآنس اى : انس اوقاته بصحّته . والقار : البارد . والأسى : جمع اسوة وهى الاقتداء . وتعتدل على عقول اهل الدنيا اى : يستقيم تصوّرها لهم . وباقى الفصل واضح ، وباللَّه التوفيق .
211 - ومن كلام له عليه السّلام قاله عند تلاوته : ( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ولَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله ) [1] إنّ اللَّه سبحانه جعل الذّكر جلاء للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، وتبصر به بعد العشوة ، وتنقاد به بعد المعاندة ، وما برح للَّه - عزّت آلاؤه - فى البرهة بعد البرهة وفى أزمان الفترات عباد ناجاهم فى فكرهم ، وكلَّمهم فى ذات عقولهم ، فاستصبحوا بنور يقظة فى الأسماع والأبصار والأفئدة يذكَّرون بأيّام اللَّه ، ويخوّفون مقامه ، بمنزلة الأدلَّة فى الفلوات ، من أخذ القصد حمدوا إليه طريقه ، وبشّروه بالنّجاة ، ومن أخذ يمينا وشمالا ذمّوا إليه الطَّريق وحذّروه من الهلكة ، وكانوا كذلك مصابيح تلك الظَّلمات ، وأدلَّة تلك الشّبهات ، وإنّ للذّكر لأهلا أخذوه من الدّنيا بدلا ، فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه : يقطعون به أيّام الحياة ، ويهتفون بالزّواجر عن محارم اللَّه فى أسماع الغافلين ، ويأمرون بالقسط ويأتمرون به ، وينهون عن المنكر ويتناهون عنه ، فكأنّما قطعوا الدّنيا إلى الآخرة وهم فيها فشاهدوا ما وراء ذلك ، فكأنّما اطَّلعوا غيوب أهل البرزخ فى طول الإقامة فيه ، وحقّقت القيامة عليهم عداتها ، فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدّنيا حتّى كأنّهم يرون مالا يرى النّاس ، ويسمعون مالا يسمعون . فلو مثّلتهم لعقلك فى مقاومهم المحمودة ، ومجالسهم المشهودة ، وقد نشروا دواوين أعمالهم ، وفرغوا لمحاسبة أنفسهم على كلّ صغيرة وكبيرة أمروا بها فقصّروا عنها ، أو نهوا عنها ففرّطوا فيها ، وحمّلوا ثقل أوزارهم ظهورهم ، فضعفوا عن الاستقلال بها ،



[1] سورة النور - 36 - 37 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست